مقالاتالمقالات السياسيةالمقالات الاقتصادية

أوروبا والولايات المتحدة شريكان وعدوّان في ذات الوقت

أوروبا والولايات المتحدة يبدو أنهما في طريق صدام جديد وهذه المرة على الصعيد التجاري والصناعي أيضا. فمشكلة أشباه الموصلات صارت تؤرق منتجي الصناعة الإلكترونية، غير أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على تأمينها لنفسها أولا، ولحلفائها ربما بالمرتبة لثانية.

أوروبا والولايات المتحدة .. قضايا لم تكتمل

لقاء “TTC” الذي هو اختصار لإطار مجلس التجارة والتكنولوجيا، ذلك اللقاء الذي جمع ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. حمل في حقائبه اتفاقا، وخطى متقدمة في العلاقات بين الطرفين. غير أن مسائل هامة كثيرة بقيت مفتوحة، مما أثار الشكوك حول استمرارية هذا التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

الطرفين ناقشا التعاون المشترك في المشاريع الكبرى بما يخص مجالات التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا. كما أن التركيز على هذه الجوانب يظهر جليا في البيان المشترك الذي أصدره الطرفان. حقائب اللقاء ركزت على حماية البيانات وتحسين التكنولوجيا، إضافة إلى تأمين وتحسين سلاسل التوريد الخاصة بأشباه الموصلات. إلى جانب تطوير العمل فيما يخص الذكاء الاصطناعي.

خطة أمريكية مرفوضة من قبل الأوروبيين

أصدر الرئيس الأمريكي بايدن حزمة من القرارات من شأنها الحد من لتضخم في الولايات المتحدة. وذلك من خلال خطة مررها الكونغرس من أجل استثمار 369 مليار دولار، جزء كبير منها مخصص لإعانات الشركات المحلية، وتخفيضات ضريبية لها خاصة تلك الشركات العاملة في مجال الطاقة والتكنولوجيا. ما اعتبره الاتحاد الأوروبي نوع من الحماية الأمريكية لشركاتها المحلية على حساب الاقتصاد الأوروبي وشركاته. كما اتهم الولايات المتحدة بأنها تمارس “العنصرية” على الأوروبيين.

فقد قال المفوض الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس للإعلام: “نطالب بعدم وضعنا تحت لوائح تمييزية، وأن تعامل الشركات الأوروبية والصادرات الأوروبية في الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي تعامل بها الشركات الأمريكية والصادرات الأمريكية في أوروبا”. فيما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، إلى ما أسمته “رد هيكلي” على “السياسة الصناعية الجديدة” للولايات المتحدة الأمريكية.

حرب مستبعدة رغم الخلافات العميقة بين أوروبا والولايات المتحدة

من المستبعد حدوث حرب بين أوروبا والولايات المتحدة. على الأقل في الوقت الحالي. ربما علينا انتظار ما ستؤول إليه وقانين الولايات المتحدة التي وضعت من أجل القضاء على التضخم التجاري فيها. والتي ستطبق مطلع العام المقبل.

 ومهما كانت شدة تلك القوانين، إلا أنه من الممكن أن تعطي صياغة مواد القانون مساحة للبيت الأبيض. تمكنه من التعامل بشكل أسهل مع الشركاء في أوروبا أو حتى بقية الحلفاء التجاريين. فالأوروبيون وبرغم الخلافات يجدون أن السياسة الأمريكية لا تستهدف الصناعات الأوروبية بقدر سعيها لتقليل البصمة الكربونية. ما يعني أن على الطرفين الجلوس مرة أخرى وحل المشكلات العالقة بينهما.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى