العالمصحيفة الشرق الأوسطأخبار

التحول السياسي في فرنسا: البرلمان ينتزع السلطة من الإليزيه

في ظل التطورات الانتخابية الأخيرة، تعيش فرنسا فترة تغيير سياسي هائل مع تقدم اليمين المتطرف وصمود اليسار، بينما يتراجع نفوذ الرئيس ماكرون.

فكرة تيليجرام

لأول مرة منذ سنوات، تشهد فرنسا انتخابات تشريعية بهذه الأهمية، والتي من المتوقع أن تحدث تحولات جذرية في المشهد السياسي الفرنسي. تظهر المؤشرات الأولية أن صعود اليمين المتطرف مع تماسك اليسار وتراجع الوسط الذي يمثله الرئيس ماكرون، قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في الاستقرار السياسي والسياسات الاقتصادية والاجتماعية.

إقرأ أيضا

خلال الأسبوع الفاصل بين الجولتين الانتخابيتين، أجريت تقارير ومقابلات مع الناخبين، أظهرت أن الناخب الفرنسي يدرك اللحظة التاريخية والتغيرات التي تستعد لها البلاد. الأرقام التي أعلنتها وزارة الداخلية تشير إلى مشاركة مرتفعة للناخبين، حيث وصلت نسبة المقترعين حتى الساعة الخامسة مساءً إلى 59.71% مقارنة بـ 38.11% في انتخابات 2022. هذه النسبة المرتفعة تذكر بانتخابات 1981 عندما انتخب فرنسوا ميتران رئيسًا للجمهورية.

فكرة واتساب

تصاعد اليمين المتطرف

كان السؤال المحوري في الأيام الأخيرة يدور حول ما إذا كان حزب “التجمع الوطني” برئاسة جوردان بارديلا سيحصل على الأغلبية المطلقة في البرلمان الجديد. مع تزايد نفوذ اليمين المتطرف في أوروبا، يبدو أن فرنسا تتجه نحو نفس الاتجاه. هذه الانتخابات تعني تحول “التجمع الوطني” إلى لاعب رئيسي داخل البرلمان، مما سيمكنه من تقديم مقترحات قوانين ويصبح قوة مؤثرة.

تحول السلطة إلى البرلمان

النتيجة الأهم لهذه الانتخابات هي نقل القرار النهائي من الإليزيه إلى البرلمان. خلال ولايته الأولى، كان ماكرون يسيطر بفضل الأغلبية الساحقة في البرلمان، ولكن مع ولايته الثانية، بدأت الأمور تتغير. في البرلمان الجديد، سيفقد ماكرون أيضًا الأغلبية النسبية، مما يعني أنه سيكون عليه التفاوض مع الأحزاب الأخرى.

إذا اختار ماكرون تشكيل حكومة من التكنوقراط، فسيتعين عليها الحصول على قبول البرلمان، وإلا فإنها ستواجه السقوط. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى أزمة سياسية، خاصةً أنه لا يحق لرئيس الجمهورية حل البرلمان مرة أخرى قبل انقضاء عام كامل.

نهاية الماكرونية السياسية

صعود ماكرون إلى السلطة كان على أنقاض الأحزاب التقليدية، مع نظرية “لا يمين ولا يسار”. ولكن الآن، ومع تراجع نفوذه بسبب حل البرلمان، بدأت الشخصيات الأخرى في حزبه تظهر طموحاتها الرئاسية. تراجعت سطوة ماكرون وبدأت شخصيات مثل إدوار فيليب وبرونو لو مير وجيرالد دارمانين تظهر في الأفق كخلفاء محتملين.

برلمان مضطرب

حل البرلمان كان خطأ سياسياً كبيراً لماكرون، وقد أدى ذلك إلى صعود اليمين المتطرف بشكل غير مسبوق. ومع تشكيل “القوس الجمهوري” لتحالف أحزاب اليسار والخضر، تمكن معسكر ماكرون من البقاء في البرلمان، لكنه لن يكون من السهل التحكم فيه.

تعبئة وزارة الداخلية لقوات الشرطة تحسباً لأعمال عنف تعكس التوتر السياسي الحالي. ورغم عدم توقع وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في 2024، إلا أنه يحقق تقدماً كبيراً قد يمهد له الطريق للانتخابات الرئاسية في 2027.

مشروع عائلي ناجح

عائلة جان ماري لوبان، منذ سبعينات القرن الماضي، كانت تجسد اليمين المتطرف. مع دخول أفراد العائلة البرلمان الجديد، يستمر المشروع العائلي في تحقيق نجاحات كبيرة، رغم عدم الوصول لرئاسة الجمهورية.

المصدر : سكاي نيوز عربية

فكرة أبراج

زر الذهاب إلى الأعلى