العقل المدبر “خالد شيخ محمد” لهجمات 11 سبتمبر يوافق على الإقرار بالذنب لتجنب الإعدام
قبل خالد شيخ محمد، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001، إلى جانب اثنين من المتهمين الآخرين، الإقرار بالذنب وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، وذلك في صفقة تُجنبهم عقوبة الإعدام.
ووفقًا لتقارير إعلامية أميركية، فإن الاتفاقية تشمل خالد شيخ محمد واثنين آخرين، مما قد يمنع تنفيذ حكم الإعدام بحقهم. وقد أفادت الوزارة بأن تفاصيل هذه الاتفاقيات لا تزال غير متاحة للجمهور في الوقت الراهن.
في هجمات 11 سبتمبر 2001، اختُطفت أربع طائرات ركاب واستخدمت لضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاغون قرب واشنطن، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص.
إقرأ أيضا
ويُعتقد أن خالد شيخ محمد كان المخطط الرئيسي لهذه الهجمات، حيث قام بتنسيق الاتصالات وتمويل العملية. تم اعتقاله في باكستان عام 2003 واستجوبته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، حيث تعرض للتعذيب وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأميركي. وكان من المقرر أن يمثل أمام محكمة عسكرية في غوانتانامو، إلا أن المحاكمة تأجلت لعدة سنوات.
أنشأ الرئيس السابق جورج دبليو بوش سجن غوانتانامو في كوبا لاحتجاز الإرهابيين المشتبه بهم بعد الهجمات، ورغم دعوات منظمات حقوق الإنسان لإغلاقه، لا يزال عدد قليل من المعتقلين محتجزين هناك.
أكد مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن اتفاقات الإقرار بالذنب تتضمن عدم توقيع عقوبة الإعدام، لكنه أشار إلى أن العقوبة قد تكون السجن المؤبد. يُعتبر خالد شيخ محمد أشهر سجين في غوانتانامو، حيث أنشأه بوش عام 2002 لاحتجاز المشتبه بهم الأجانب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وبلغ عدد نزلاء السجن ذروته عند نحو 800 سجين، ولكنه انخفض تدريجيًا حتى وصل إلى 30 سجينًا فقط اليوم. يُتهم خالد شيخ محمد بالتخطيط لخطف طائرات ركاب لاستهداف مركز التجارة العالمي والبنتاغون، مما أدى إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص واندلاع حرب دامت عشرين عامًا في أفغانستان.
كانت أساليب استجوابه موضع جدل كبير، حيث أفاد تقرير للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في 2014 أن محمد تعرض للتعذيب بالماء 183 مرة على الأقل.
وبالإضافة إلى خالد شيخ محمد، توصل البنتاغون إلى اتفاقات مماثلة مع اثنين آخرين من المعتقلين، وهما وليد محمد صالح بن عطاش ومصطفى أحمد آدم الهوساوي. وتمت محاكمة الثلاثة لأول مرة في يونيو 2008، وأعيدت محاكمتهم في مايو 2012.
انتقد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل هذه الاتفاقات، معتبراً أن التفاوض مع الإرهابيين بعد احتجازهم أمر غير مقبول. وكان المحامون قد أكدوا في مارس 2022 أن مفاوضات جرت للتوصل إلى هذه الاتفاقات بدلاً من تقديمهم للمحكمة العسكرية، مع رغبة المتهمين في البقاء في غوانتانامو بدلاً من نقلهم إلى سجون فيدرالية في الولايات المتحدة حيث قد يُحتجزون في زنزانات انفرادية.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط