عالمصحيفة الشرق الأوسطworldأخبار

انفجار الخلاف بين ترمب وماسك يربك الجمهوريين وسط محاولات لاحتواء الأزمة

لم تهدأ العاصفة السياسية التي فجرها الاشتباك الحاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورجل الأعمال إيلون ماسك، والتي فجّرت خلافاً علنياً غير مسبوق بين الحليفين السابقين، وأوقعت الجمهوريين في مأزق محرج يسعون للخروج منه بهدوء.

فكرة تيليجرام

ففي الأيام الأخيرة، تحوّلت العلاقة الوثيقة بين ترمب وماسك إلى تبادل للاتهامات والشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عقب مغادرة ماسك لموقعه الرسمي في الحكومة، بعد نحو أربعة أشهر من تولّيه رئاسة “دائرة الكفاءة الحكومية (دوج)”، والتي أثارت قراراته فيها جدلاً واسعاً داخل البيت الأبيض.

وتصاعد التوتر مع إعلان ترمب استيائه من أداء ماسك وانتقاده لمشروع الموازنة، ليرد الأخير بهجوم لاذع، وصل إلى حد نشر ادعاءات تمسّ ترمب شخصياً. رد الرئيس الأميركي كان قاسياً، واصفاً ماسك بـ”المجنون”، بينما وصفه الأخير بـ”ناكر الجميل”، مشيراً إلى أنه كان أحد أسباب فوز ترمب في الانتخابات.

إقرأ أيضا

فكرة واتساب

أسباب الانفجار بين الرجلين

ترجع جذور الأزمة، بحسب مراقبين، إلى تراكم الخلافات داخل الإدارة حول أداء ماسك، خاصة بعد قرارات اتخذها دون التنسيق مع ترمب وفريقه، في مسعى لتقليص البيروقراطية وخفض الإنفاق، لكنه لم ينجح سوى بتوفير 175 مليار دولار من أصل هدف كان يطمح لخفض تريليوني دولار.

كما أثار ماسك غضب الجمهوريين بإقحام نفسه في قضايا انتخابية وانتقاداته العلنية لمشروع قانون الموازنة، خاصة فيما يتعلق بإلغاء الحوافز الضريبية للسيارات الكهربائية، ما اعتبره البعض تهديداً مباشراً لمصالحه التجارية.

وعلى الرغم من هذا الصدام، يرى مراقبون أن العلاقة بين ترمب وماسك قد لا تصل إلى القطيعة التامة، نظراً للمصالح المتبادلة، حيث يملك ترمب السلطة السياسية، فيما يتمتع ماسك بنفوذ اقتصادي وإعلامي هائل، إلى جانب كونه من أكبر الممولين للحملات الجمهورية.

الجمهوريون في موقف صعب

أثار الخلاف صدمة داخل الحزب الجمهوري، حيث ساد الصمت بين قياداته خوفاً من خسارة دعم ماسك المالي والإعلامي. ويُرجع المحللون هذا الحذر إلى دور ماسك في تمويل الحملات الجمهورية، بالإضافة إلى شرائه منصة “إكس” التي يعتبرها المحافظون مساحة نادرة لحرية التعبير بعد اتهامهم للمنصات الأخرى بالانحياز الليبرالي.

مستقبل العلاقة: صراع أم ضرورة؟

يرى بعض المحللين أن الخلاف قد يكون مؤقتاً، نظراً إلى تعقّد شبكة المصالح بين الطرفين، بينما يحذّر آخرون من أن تفاقم التوتر قد يدفع ماسك لاستخدام نفوذه ضد الحزب الجمهوري، عبر دعم مرشحين منافسين أو تمويل حملات معارضة، خاصة بعد تهديده الصريح للمشرعين المؤيدين لمشروع الموازنة.

في نهاية المطاف، لا تزال العلاقة بين ترمب وماسك قيد الاختبار، بين التصعيد الإعلامي والمصالح التي قد تفرض التهدئة… ولو مؤقتاً.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

فكرة أبراج

زر الذهاب إلى الأعلى