يبدأ السباق نحو البيت الأبيض مرحلته النهائية اعتباراً من يوم الأحد، حيث ستشهد الأيام المائة الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية تنافساً شديداً، في ختام حملة شهدت تحولات دراماتيكية منها محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب وخروج الرئيس جو بايدن من السباق.
وبعد أسابيع من التكهنات والتسريبات التي شككت في قدرة بايدن على الفوز بفترة رئاسية ثانية، أدى انسحابه من السباق ودعمه لنائبته كامالا هاريس إلى توحيد صفوف الحزب الديمقراطي وزيادة الدعم لمواجهة المرشح الجمهوري ترمب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.
إقرأ أيضا
اشتباكات كلامية بين هاريس وترمب
في لقاء لجمع التبرعات بولاية ماساتشوستس، وصفت هاريس خصمها الجمهوري ترمب بأنه “غريب تماماً”، بينما رد ترمب بوصفها بأنها “ليبرالية مجنونة”. تأتي هذه التراشقات بعد أن تصدرت كامالا هاريس بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي، عقب تخلي بايدن عن سعيه للفوز بولاية ثانية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن دخول كامالا هاريس السباق قد أزال التقدم الذي كان يتمتع به ترمب على بايدن في أيام قليلة. في فعالية لجمع التبرعات شارك فيها المغني جيمس تايلور، واصلت كامالا هاريس وصف خصومها بعبارات لاذعة، في حين وصفها ترمب بأنها “أسوأ من بايدن”.
في الوقت الذي حذر فيه ترمب من أن وصول كامالا هاريس إلى السلطة سيقضي على “الحلم الأمريكي”، وصف قرار بايدن بالانسحاب بأنه “انقلاب” دبره الحزب الديمقراطي. تجمع ترمب الأخير في مينيسوتا، والذي عقد في ساحة هوكي الجليد، كان متوافقاً مع توصيات جهاز الخدمة السرية بعد محاولة اغتياله الأخيرة.
حملة انتخابية سريعة
بسبب التغيرات الدراماتيكية، أصبحت حملة عام 2024 الأقصر على الإطلاق، ومن المتوقع أن تواجه هاريس ترمب في الانتخابات. وتؤكد التحليلات أن النتيجة قد تعتمد بشكل كبير على أصوات نحو 100 ألف ناخب في ولايات رئيسية.
قال مات تيريل، أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري، إن “التضخم، والهجرة، والاقتصاد، ومعدلات الجريمة هي ما يشغل الناخبين المستقلين الذين لم يحسموا خيارهم بعد.”
التحضير للمؤتمر الوطني الديمقراطي
يترقب الديمقراطيون المؤتمر الوطني للحزب في 19 أغسطس، حيث من المتوقع أن تتوج هاريس رسمياً كمرشحة للحزب. بعد انسحاب بايدن، أطلقت هاريس حملة قوية جمعت خلالها 200 مليون دولار وسجلت 170 ألف متطوع جديد.
التحديات المقبلة
على الرغم من الزخم الحالي، يدرك الديمقراطيون أن الاحتفاظ بالبيت الأبيض لن يكون سهلاً. حذر جيمس كارفبل من الاسترخاء ودعا إلى الاستعداد للعواصف المقبلة. وأشار استطلاع للرأي أجرته شبكة “إيه بي سي” ومؤسسة “إبسوس” إلى أن نسبة التأييد لهاريس ارتفعت إلى 43% منذ انسحاب بايدن.
في الوقت الذي قرع فيه الرئيس السابق باراك أوباما جرس الإنذار بضرورة استعادة ثقة الناخبين، يؤكد الخبراء أن هذه المائة يوم الأخيرة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل البيت الأبيض.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط