فوز مرشحة ماكرون برئاسة البرلمان بفضل تفاهم غير معلن مع اليمين
تمكنت يائيل براون – بيفيه من الفوز برئاسة البرلمان الفرنسي مرة أخرى، بفضل انسحاب اليمين التقليدي لصالحها ودعم أصوات 17 وزيرًا صوتوا كنواب.
ديناميكيات السياسة الفرنسية المتشابكة
تعكس إعادة انتخاب يائيل براون – بيفيه لرئاسة الجمعية الوطنية الفرنسية تعقيدات السياسة الفرنسية والنظام الانتخابي، مما يشير إلى تأثيرات ستستمر على الأقل خلال السنوات الثلاث المتبقية للرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
إقرأ أيضا
رغم أن معسكر ماكرون، الذي يشمل حزبه “تجدد” (المعروف الآن باسم “معاً من أجل الجمهورية”) وحزب الحركة الديمقراطية (وسط) و”هوريزون” (يمين الوسط)، حصل على نسبة أقل من 15% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية و20% في الجولة الأولى من الانتخابات النيابية، إلا أنهم تمكنوا من الحفاظ على نفوذهم. هذا يأتي في ظل خسارتهم لأكثر من 80 مقعدًا في الدورة البرلمانية الجديدة، حيث حلت الجبهة الشعبية الجديدة (تحالف اليسار والخضر) في المرتبة الأولى.
انتصار مفاجئ بالرغم من النتائج الانتخابية
في ظل توقعات بأن نتائج الانتخابات الأخيرة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في السلطة، استمر ماكرون في منصبه، وكذلك رئيس حكومته، غابرييل أتال. على الرغم من استقالة الحكومة، تمت إعادة انتخاب براون – بيفيه لرئاسة البرلمان بعد ثلاث جولات من التصويت، حيث حصلت في النهاية على 220 صوتًا، متفوقة على منافسها من الحزب الشيوعي الذي حصل على 207 أصوات.
تفاهم ضمني وتكوين التحالفات
ما كان يمكن لبراون – بيفيه أن تحقق هذا النجاح لولا التفاهم الضمني مع اليمين التقليدي، الذي انسحب مرشحه فيليب جوفان لصالحها. هذا التفاهم مكن براون – بيفيه من الحصول على الأغلبية النسبية في الجولة الثالثة.
تحديات الجبهة الشعبية الجديدة
رغم أن الجبهة الشعبية الجديدة تمتلك أكبر كتلة برلمانية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية، وخاصة بين الحزب الاشتراكي وحزب “فرنسا الأبية” بقيادة جان لوك ميلونشون. هذا الوضع يعقد قدرتهم على تقديم مرشح لتشكيل الحكومة.
تأثير نتائج الانتخابات البرلمانية
نتائج الانتخابات البرلمانية تجعل من الصعب على ماكرون تجاهل تأثير اليسار في الحكومة الجديدة، مما يجعله يدعو إلى تشكيل “قوس جمهوري” يمتد من اليمين التقليدي إلى اليسار الاشتراكي والخضر، مستثنيًا اليمين المتطرف و”فرنسا الأبية”.
رهانات ماكرون السياسية
ماكرون يراهن على تفكك جبهة اليسار وابتعاد الاشتراكيين والخضر عن ميلونشون، مما يمكنه من استعادة جزء من حرية الحركة السياسية. يشير انسحاب مرشح اليمين التقليدي لصالح مرشحة المعسكر الماكروني إلى احتمالية قيام تحالف حكومي بين الطرفين.
تداعيات مستقبلية
التطورات الأخيرة تشير إلى أن فرنسا تواجه فترة من الاضطراب السياسي، حيث تتهم المعارضة ماكرون بسرقة أصوات الناخبين الذين أرادوا التغيير، مما ينذر بصراعات داخل البرلمان وحراك في الشارع.
المصدر : سكاي نيوز عربية