الصحة والجمالصحة

الأنسولين .. نتيجة عقول باسلة قاتلت الموت

الأنسولين علاج لمرض السكري، مرض معروف منذ اكثر من ألفي عام، إذ ذكره سقراط واصفا إياه بمرض الذبول حتى الموت .. ومنذ آلاف السنين، كان هذا المرض ينهش بالبشر (وحتى الحيوانات) ولا أحد يعرف ما هو وكيف يقتل.

وفي عام 1888، قام طبيب الماني يدعى “أوسكار منكوفسكي” بتجربة على كلب، حيث قام باستأصال غدة بنكرياسه ليعرف ما دور هذه الغدة لحياة الكائن الحي، فلاحظ بعد أيام كثرة بول الكلب وميله لشرب الماء كما أن بوله كان جامعا للذباب بشكل كثيف، وعند فحصه للبول وجد أن نسبة السكر فيه عالية !

عصارة من بقرة تنقذ البشرية

وبعد ما يقارب العشرين سنة، كان طبيب كندي يدعى “فردريك بانتنغ” يراجع أبحاث الدكتور “أوسكار”، وكان مسؤولا عن ردهة المصابين بالذبول، إذ كانوا يمنعون عنهم الطعام لأنه يقتلهم بسرعة، ويطعموهم ما يبقيهم على رمق الحياة فقط .. فكانوا يذبلون حتى الموت بعد سنة أو سنتين .. حيث يمرون بحالات من عدم القدرة على الحركة ثم الإغماء ثم الموت .. أي أن هذا المرض هو قاتل صاحبه لا محالة.

الأنسولين .. عودة إلى الحياة

إثر ذلك، استأصل الدكتور فردريك بانتنغ بنكرياس بقرة، واستطاع أن يستخلص منها عصارة انتاجها واسماه “ايليتين”، ثم ملأ بشكل سرّي حقنة بهذه المادة، وذهب إلى ردهة الذابلين بالغيبوبة والقريبين من الموت، وحقن بشكل تسلسلي كل منهم في العضلة، وما إن وصل نهاية الردهة حتى شعر بأن بعض من حقنهم بدأوا باسترداد وعيهم، وبدأوا ببعض الحركات باطرافهم التي كانت شبه مشلولة، وأولهم هو صبي في الرابعة عشر ويدعى “ليونارد تومسن”، كان أهله قد تركوه اصلا لأنهم ظنوا أن نهايته قريبة.

وهكذا تم اكتشاف (الايليتين) الذي سمي لاحقا (الأنسولين) وأنقذ البشرية من قاتل فتك بها قرون طويلة.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى