الإنقلابات العسكرية .. فرصة للبناء ؟ أم دكتاتورية جديدة ؟
الإنقلابات العسكرية ضرورة ملحة في العصر الحالي. فكلما ترك العنان للحكومات تغولت .. وكلما ضاق الخناق على الشعوب تمردت .. شد وجذب بينهما، يوم للحكومة وآخر للشعب .. لكن الحقيقة المرة أن يوم الحكومة طويل يكاد لا ينتهي .. ويوم الشعب قصير ربما لا نشعر به .. فالشعوب أكثر ضررا على مر العصور من الحكومات .. فهي تتحمل لسنين ثم تنتفض ليوم .. تتيح للمسؤولين سرقتها والتنعم بخيرات بلادها لسنين .. ثم تظفر بهم في يوم تنسيهم فيه لذة ما مضى من عمر!
القهر والتمرد
تلك الشعوب المتمردة المنتفضة شعوب حية رغم ما عانت من مآسي .. شعوب يمكنها أن تصرخ “لا” بوجه السراق والمتحكمين بقوت يومهم .. لكن ما الذي يمنع الشعوب العربية المقهورة من التمرد ؟ ما يمنعها من المطالبة بحقها ؟ من محاسبة من سرقها وظلمها على مر سنين ؟ هل هي شعوب حية ؟ ام شعوب ماتت منذ زمن، موتا سريريا وبانتظار من يرفع عنها أجهزة الإنعاش ويُعلن موتها ؟
ست إنقلابات عسكرية خلال سنتين في أفريقيا
مؤخرا .. وجه الانقلاب العسكري الأخير في بوركينا فاسو الأنظار نحو القارة السمراء واضطراباتها الأمنية .. التي أدت للعديد من حركات التمرد والثورات والإنقلابات.
إذ أطاح إبراهيم تراوري الضابط برتبة نقيب في جيش بوركينا فاسو، بالزعيم العسكري داميبا، في ثاني انقلاب يقع هذا العام بالدولة الواقعة غربي أفريقيا .. وقبل هذا الانقلاب كان هناك انقلاب آخر في يناير/ كانون الثاني الماضي .. فقد أطاح جيش بوركينا فاسو بالرئيس “روك كابوري” بعد اتهامه بالتقاعس عن صد هجمات الإرهاب في البلاد.
الإنقلابات العسكرية تطال بوبكر كيتا
وفي أغسطس/آب من عام 2020.. أطاح عدد من ضباط الجيش بالرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا.. وجاء الانقلاب في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة على تدهور الوضع الأمني والانتخابات التشريعية المتنازع عليها ومزاعم بالفساد.
أما في تشاد .. سيطر الجيش التشادي على مجريات السلطة منذ أبريل/نيسان عام 2021 بعد مقتل الرئيس “إدريس ديبي” في ساحة المعركة أثناء زيارته القوات التي تقاتل المتمردين في الشمال.
الإنقلابات العسكرية تصل غينيا
وكان لغينيا نصيبا في هذه الإنقلابات .. إذ أطاح قائد القوات الخاصة الكولونيل مامادي دومبويا بالرئيس “ألفا كوندي” في سبتمبر/أيلول عام 2021.
والسؤال هنا .. هل سنرى إنقلابات عسكرية في دول عربية تعاني ما تعانيه مالي وتشاد وبوركينا فاسو ؟ هل سنشهد اليوم الذي نرى فيه دولا مثل العراق وليبيا ولبنان واليمن وهي تنحّي الفاسدين من على هرم السلطة ؟ أم ستموت حال انتهاء مواردها ؟
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا