عالمصحيفة الشرق الأوسطworldأخبار

التباعد الأطلسي: تحول الولايات المتحدة من حليف استراتيجي إلى شريك ضروري لأوروبا

دخلت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا مرحلة غير مسبوقة من الفتور، حيث لم تعد واشنطن تُعامل كحليف وثيق بل كشريك ضروري لا غنى عنه. يعود هذا التحول إلى التغيرات الجذرية التي شهدتها السياسة الأميركية منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث جاءت ولايته الثانية بروح انتقامية ورغبة في إعادة رسم التحالفات الدولية وفق مصالح أميركا أولاً.

فكرة تيليجرام

تميزت سياسات ترمب الجديدة بنهج أكثر حدة تجاه القضايا الدولية، إذ لم يُخفِ رغبته في السيطرة على مناطق استراتيجية مثل غرينلاند وقناة بنما، كما أبدى استعداداً لفتح صفحة جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من العقوبات المفروضة عليه خلال الإدارة السابقة.

أوروبا، التي كانت تعتمد لعقود على الولايات المتحدة كضامن للأمن والاستقرار، وجدت نفسها اليوم أمام واقع مقلق، خاصة مع رغبة واشنطن في تقليص التزاماتها الدفاعية وتوجيه سياساتها نحو المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المباشرة. تصريحات نائب الرئيس الأميركي، جيمس ديفيد فانس، خلال مؤتمر ميونيخ، أكدت هذا التحول، حيث وجّه انتقادات لاذعة للأنظمة الديمقراطية الأوروبية، وأظهر ميلاً لدعم التيارات اليمينية المتطرفة.

إقرأ أيضا

فكرة واتساب

في ظل هذه التحولات، باتت أوروبا تبحث عن سبل للحفاظ على تماسكها الداخلي والاستعداد لعالم لم تعد فيه الولايات المتحدة ذلك الحليف التقليدي الموثوق. ورغم أن القارة العجوز تدرك محدودية خياراتها، إلا أنها بدأت بمراجعة سياساتها الدفاعية والاقتصادية لمواجهة التحديات القادمة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تدخلات أميركية في شؤونها الداخلية عبر منصات التواصل والدعم السياسي للقوى المتطرفة.

ما يجري اليوم ليس مجرد أزمة مؤقتة، بل تحول جذري في موازين القوى العالمية، حيث لم تعد التهديدات التي تواجه أوروبا تقتصر على الصين وروسيا، بل انضمت إليها الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل النظام الليبرالي العالمي.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

فكرة أبراج

زر الذهاب إلى الأعلى