العراق يرفض الحلول العسكرية للأزمة السورية ويؤكد على الحلول الدبلوماسية
صرح المسؤولون العراقيون أن البلاد تركز على الحلول الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية، مؤكّدين أن الجهود الحالية تتضمن التنسيق مع إيران وروسيا والولايات المتحدة بهدف إعادة الاستقرار في المنطقة رغم التصاعد السريع للتحديات الأمنية.
في الوقت الذي عقد فيه وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا اجتماعًا في بغداد الجمعة، أُكد على ضرورة استمرار المشاورات من أجل حل النزاع السوري. هذا اللقاء جاء متزامنًا مع دعوات من رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، للتنسيق العربي لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصةً الأوضاع في سوريا.
السوداني أوضح أن العراق يبذل جهودًا دبلوماسية مستمرة لحفظ الأمن في سوريا، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة ككل، كما جدد موقف العراق الثابت في دعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
إقرأ أيضا
الجهود العراقية لتسوية النزاع
أشاد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، بالمساعي العراقية لتهدئة الأوضاع في المنطقة، فيما أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على ضرورة استمرار التنسيق الدولي لضمان السلام الإقليمي والدولي.
من جهة أخرى، عقد وزراء الخارجية من العراق وسوريا وإيران اجتماعًا ثلاثيًا ناقشوا فيه تداعيات الوضع في سوريا، حيث شدد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، على أهمية الحلول الدبلوماسية، مؤكدًا أن الأمن الإقليمي لا يمكن تحقيقه عبر القوة العسكرية فقط.
دور العراق في تعزيز الأمن الإقليمي
في تصريحاته الصحفية، أشار عراقجي إلى أن إيران مستمرة في التنسيق مع العراق حول الأزمة السورية، وقال إن وجود الجماعات المسلحة في سوريا يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي، مؤكداً ضرورة الحيلولة دون تفشي الفوضى. كما عبر عن استعداد بلاده للنظر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت الحكومة السورية ذلك.
التحديات العسكرية والأمنية
فيما يخص الوضع العسكري على الحدود العراقية السورية، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن نشر قواتها لتعزيز الأمن على الحدود، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو حماية العراق وليس التدخل في الشؤون السورية. وأوضح مستشار حكومي أن العراق يركز على حماية أمنه الإقليمي، وليس على دعم النظام السوري بشكل مباشر.
المواقف السياسية العراقية
على الرغم من التباين في المواقف السياسية، حيث رفضت بعض القوى العراقية التدخل في سوريا، أكد رئيس ائتلاف “دولة القانون”، نوري المالكي، أن العراق لن يبقى على الحياد إذا تطلب الأمر الدفاع عن المصالح الإسلامية. كما دعا رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، إلى تجنب الانزلاق في صراعات المحاور، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على أمن العراق.
التنسيق الإقليمي والدولي
الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أكد أن العراق يعمل على تنسيق جهود دبلوماسية مع سوريا وإيران وروسيا والولايات المتحدة. ولفت إلى أن العراق يعامل الأزمة السورية كقضية أمن قومي، من خلال تعزيز وجود قواته على الحدود مع سوريا.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط