انتقادات أوروبية لاختيار ترامب لـ جي دي فانس نائباً للرئيس وسط مخاوف من تحول نحو سياسة “أمريكا أولاً”
أثار اختيار دونالد ترامب للمرشح الجمهوري جيمس ديفيد (جي دي) فانس لمنصب نائب الرئيس موجة من القلق في أوروبا، حيث يخشى الخبراء أن يتبنى فانس سياسة “أمريكا أولاً” قد تؤدي إلى ضغط على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا وإنهاء الحرب بشروط غير مواتية لكييف.
أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين في واشنطن عبر عن مخاوفه قائلاً: “هذا الوضع سيء لنا، ولكنه كارثي لأوكرانيا… فانس ليس حليفاً لنا”، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الغارديان”.
يشير بعض المراقبين إلى أن سياسات ترامب غالباً ما تكون غير متوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتصرفاته عندما يكون في السلطة. ومع ذلك، يرى آخرون أن هناك مرشحين للمناصب العليا في إدارته قد يحافظون على الوضع الراهن في السياسة الخارجية، بينما يركز ترامب على الشؤون الداخلية.
إقرأ أيضا
لكن تعيين فانس يمكن أن يعزز من شكوك ترامب تجاه أوكرانيا وأوروبا، ويدفع نحو سياسات تجارية وعدوانية أكثر حزماً. وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق لدى روسيا ومدير “معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية”: “اختيار فانس لمنصب نائب الرئيس يعكس توجهات ترامب نحو سياسة خارجية أكثر انعزالية.”
وأضاف ماكفول: “نهج بايدن في السياسة الخارجية يتناقض تماماً مع توجهات ترامب. بايدن وهاريس عملا على تعزيز الديمقراطية ومواجهة المستبدين، بينما يفضل ترامب وفانس التعاون مع الأنظمة الاستبدادية.”
في العلن، انتقد فانس الدعم الأمريكي لأوكرانيا ودعا إلى مفاوضات مع روسيا، رغم رفض كييف لهذه الفكرة. كما اتهم إدارة بايدن بعدم السعي الجاد لإنهاء الحرب في غزة، ودعا إلى تعزيز التحالف مع إسرائيل.
كما طالب فانس بتقييد النفوذ الصيني ودعا الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي ضمن “حلف شمال الأطلسي”. إيما أشفورد من “مركز ستيمسون” في واشنطن قالت: “فانس يمثل تياراً جديداً في الحزب الجمهوري يتبنى سياسات قومية وحمائية.”
أوضح فانس في تصريحات سابقة أنه لا يهتم كثيراً بما يحدث في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تركز على قضاياها الداخلية. في “مؤتمر ميونيخ الأمني” في فبراير، قلل من التهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داعياً أوروبا لتحمل مسؤولية أكبر في أمنها.
وأكد فانس أنه يؤمن بأن حرب أوكرانيا ستنتهي بالتفاوض، مشيراً إلى دعم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لهذا الرأي، والذي أكد على دور ترامب كوسيط سلام محتمل في حال فوزه.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط