تصريحات دونالد ترامب بشأن هاريس تُثير جدلاً داخل الحزب الجمهوري
تواجه حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، تحديات كبيرة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وتوحد الديمقراطيين حول ترشيح نائبته كامالا هاريس. وبينما تحاول الحملة صياغة استراتيجية لمواجهة هاريس، تواجه أيضاً صعوبة في التعامل مع تصريحات ترامب الشخصية والمثيرة للجدل. فالرئيس السابق لا يزال يعتمد أسلوب الهجمات الشخصية الذي يثير ردود فعل سلبية حتى بين الجمهوريين.
إقرأ أيضا
العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين يحذرون من أن هذه الهجمات، وخاصة تلك التي تركز على عرق وجنس هاريس، قد تفيد الديمقراطيين بدلاً من أن تضر بهم، مما يجعل الانتخابات استفتاءً على شخصية ترامب بدلاً من سياسات الحزب الجمهوري.
صعود هاريس يغير المعادلة:
شهدت حملة هاريس حماسة واسعة بين الديمقراطيين بعد إعلان ترشحها رسمياً، حيث ارتفعت نسب تأييدها في الاستطلاعات وحصلت على دعم كبير من النقابات العمالية والمهنية، مما يعيد إلى الأذهان حركة الدعم التي رافقت صعود باراك أوباما. تتوقع بعض التقارير أن هذا الزخم قد يغير التوقعات التي كانت ترجح عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
في ردها على تصريحات دونالد ترامب، ركزت هاريس في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحافيين السود في شيكاغو على وصف تصريحات ترامب بأنها “مُثيرة للانقسام” وأكدت أن هذه التعليقات تُذكّر بالماضي السلبي. حملتها أصدرت بياناً ينتقد “عدائية” ترامب و”هجماته الشخصية” و”إهاناته”، مشددة على أن هذه السلوكيات تثير الفوضى والانقسام.
الجمهوريون في وضع دفاعي:
مع التغير في السباق الرئاسي، يحاول الجمهوريون احتواء تأثير تصريحات دونالد ترامب والتأكيد على القضايا السياسية. لكن استمرار ترامب في الهجمات، خصوصاً تلك المتعلقة بعرق هاريس، يضع الحزب في موقف دفاعي. وتعتبر هذه الهجمات مضرة في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدتها البلاد منذ ثماني سنوات.
دونالد ترامب لم يتراجع، حيث شارك مؤخراً منشوراً يشكك في عرق هاريس على منصته “تروث سوشيال”، مما أثار انتقادات من مشرعين واستراتيجيين جمهوريين الذين يرون أن الهجمات على أساس العرق ليست استراتيجية فعالة، وأن التركيز على القضايا الاقتصادية والهجرة أكثر فائدة.
التفاؤل الديمقراطي:
يرى الديمقراطيون أن تصريحات ترامب تحفز قاعدتهم الانتخابية، خاصة بين سكان الضواحي المعتدلين والناخبين من الأقليات العرقية الذين يشعرون بعدم الارتياح تجاه شخصية ترامب. يعتقدون أن استمراره في هذه التصريحات يجعل الانتخابات استفتاءً على عودة ترامب إلى الرئاسة.
العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تجنبوا التعليق على تصريحات ترامب، مفضلين التركيز على السياسات لتجنب التأثير السلبي على انتخاباتهم المقبلة. ويشدد بعضهم على ضرورة التركيز على “سياسات هاريس الفاشلة” بدلاً من الهجمات الشخصية.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط