رياضةصحيفة الشرق الأوسطsportأخبار

استهداف القاذفات الروسية… ضربة موجعة للثالوث النووي: لماذا تُترك في العراء؟

مثّل استهداف أوكرانيا لقواعد جوية روسية تضم قاذفات استراتيجية ضربة قاسية لأحد أركان الثالوث النووي الروسي، بعد أن تم تدمير ما يُقدَّر بثلث هذه الطائرات المتقدمة.

فكرة تيليجرام

تستند العقيدة النووية الروسية إلى ثلاث ركائز رئيسية تُعرف بـ”الثالوث النووي”، وتشمل:

  1. صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية.
  2. غواصات نووية مزوّدة بصواريخ باليستية.
  3. قاذفات استراتيجية قادرة على إطلاق صواريخ كروز نووية.

هذا التوزيع يهدف إلى ضمان قدرة الرد النووي حتى في حال تعرض روسيا لهجوم مفاجئ، ويُكرّس مبدأ “التدمير المتبادل المؤكد”، ما يمنع اندلاع نزاع نووي شامل بين القوى العظمى.

إقرأ أيضا

فكرة واتساب

ضربة نوعية

في 1 يونيو/حزيران، شنّت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت قواعد روسية، ونجحت في تدمير عدد كبير من القاذفات الاستراتيجية التي كانت مكشوفة في العراء. ويُعتقد أن انكشاف هذه القاذفات وعدم وضعها في ملاجئ محصنة ساهم في الخسائر الكبيرة، خاصة أن هذه الطائرات تعود لعهد الاتحاد السوفياتي، مثل “تو-22” و”تو-95″، ولا يمكن تعويضها بسهولة.

ما أثار التساؤلات هو سبب بقاء هذه الطائرات، ذات القيمة العسكرية العالية، مكشوفة وعلى مرأى من أقمار التجسس، رغم سهولة استهدافها.

هل السبب معاهدة “نيو ستارت”؟

يرى بعض الخبراء أن السبب قد يعود إلى الالتزامات الروسية بموجب معاهدة “نيو ستارت” الموقعة مع الولايات المتحدة، والتي تشترط الشفافية وإتاحة المراقبة عبر الوسائل التقنية مثل الأقمار الصناعية. وقد ألمح الجنرال الأميركي المتقاعد مايكل فلين إلى أن القاذفات تُركت مكشوفة التزاماً ببنود المعاهدة، ما أتاح لأوكرانيا استغلال ذلك.

وتنص المعاهدة على ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات إخفاء تمنع مراقبة القوات النووية، ويُسمح بتفتيش ميداني متبادل، مع توفير صور واضحة للقاذفات دون تغطية.

ما هي معاهدة “نيو ستارت”؟

وُقّعت المعاهدة في 2010 بهدف تقليص الترسانات النووية الاستراتيجية لروسيا وأميركا وتعزيز الاستقرار العالمي، وجرى تمديدها حتى فبراير 2026. وتنص على:

  • حد أقصى 700 منصة إطلاق منتشرة (صواريخ، غواصات، قاذفات).
  • 1550 رأساً نووياً منتشراً.
  • 800 منصة إطلاق إجمالية (منتشرة وغير منتشرة).

كما تتضمن بنوداً واضحة بشأن مواقع تواجد القاذفات، وأحكاماً تمنع خلط القاذفات النووية بغير النووية، مع السماح بالتفتيش المتبادل وتبادل البيانات التفصيلية.

لماذا تُركت مكشوفة؟

رغم أن المعاهدة لا تُجبر روسيا على إبقاء القاذفات في العراء، فإنها تُشجع على الشفافية. وعلى مدى سنوات، كانت روسيا والولايات المتحدة تتركان القاذفات مكشوفة لتسهيل التحقق عبر الأقمار الاصطناعية، حتى أصبحت هذه الممارسة تقليداً متبعاً.

صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت أن إبقاء القاذفات مكشوفة أصبح ممارسة تشغيلية معتادة لدى الطرفين، تعكس التزامات المعاهدة.

ماذا بعد تعليق روسيا للمعاهدة؟

رغم أن موسكو أعلنت في فبراير 2023 تعليق مشاركتها في “نيو ستارت”، فإن المعاهدة تظل سارية رسمياً حتى 2026، ما يُبقي بعض بنودها قائمة قانونياً.

مع ذلك، فإن إبقاء القاذفات في العراء لا يُعدّ التزاماً مباشراً، بل هو سلوك نشأ من روح الشفافية التي فرضتها المعاهدة. وبالتالي، فإن استغلال أوكرانيا لهذا الانكشاف شكّل ضربة ذكية ومؤلمة في آن معاً للقدرات النووية الروسية.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

فكرة أبراج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى