خمسة حزيران وعار أنظة الطبول ( ج 2 )
خمسة حزيران. بعد إعلان دولة (إسرائيل) واعتراف الدول الكبرى لها، وعلى رأسهم الاتحاد السوفيتي – المنحل، ومعارضة الدول العربية والإسلامية له، استشعر العرب بعد فوات الأوان الخطر الذي اصبح بين أضلاعهم، فما كان بإيديهم ؟!
حال العراب آن ذاك
كانت معظم الدول العربية (إلاّ بعضها) بالكاد قد تخلصت حديثا من بعض سلطة الاستعمار الذي تسلط عليها لعقود بعد الحرب العالمية الأولى .. إذ كانت في الأصل تحت نير الدولة العثمانية حيث بلا جيش وطني وبلا تطور وبلا اقتصاد وبلا أسلحة وبلا تقدم وبلا وبلا وبلا.
جيش عربي متهالك وأسلحة عمرها أربعون عاما
كانت الجيوش العربية حينها سيئة التنظيم وقليلة العدد والعدة، فتسليحها عبارة عن بقايا ما تركه المستعمر لها من أسلحة بسيطة، كما أن تجهيزها بائس لا يصلح الا لحفاظها على سلطتها بالداخل .. جيوش بلا عقيدة حربية، ولا تعبئة معروفة ولا نظام متميز، الّا بالملبس والمسير المنظم .. بنادق متهالكة .. وبعض من مدافع وطائرات وأعتدة هي تركة الحرب العالمية الأولى .. معنويات بدوية مشتتة بين الدين والجهاد والعروبة والأخوة والمناطقية والعداء لليهود .. إلى ذلك من المصطلحات المحلية البالية، لا يربطها رابط .. فما كان لديهم للقتال إلا ( اللّسان ) الذي يجيدون استخدامه.
فروق بين إمكانيات الطرفين
شعوب جاهلة بلا إعلام وتوجيه .. جائعة ينخرها التخلف والأهمال والفاقة بكل مسارات الحياة ! .. من جانب آخر كانت (إسرائيل) مجموعة بشرية متماسكة لها هدف واضح وعقيدة مهيئة بشكل جيد ودعم دولي كبير
أما الفلسطينيين المتواجدين في أراضيهم المحتلة، فكانوا لا حول لهم ولا قوة بين وجود مسلح ومنظم رهيب (مليشيات الارگن و الهاگانا و شتيرن) .. مجهزة بالمال وأحدث الأسلحة والدعم المفتوح من الخارج .. ورغم محاولاتهم الباسلة للمقاومة التي لا تكاد تذكر بالنسبة لـ (إسرائيل) .. فما كان لديهم أمل إلا نجدة أبناء جلدته من العرب المحيطين بهم.
لمشاهدة باقي اجزاء المقال
الجزء الاول من هنا ، الجزء الثالث من هنا