دراما الدوري الإنجليزي: سقوط مفاجئ للسيتي وتحديات جديدة لفرق القمة
في موسم لا يشبه أي موسم آخر، باتت كل مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز تبدو وكأنها مفتوحة على جميع الاحتمالات، حيث تكشف تفاصيل المباريات عن أن كرة القدم ترفض الخضوع لأي قواعد ثابتة. إنها لعبة لا تُحكم فقط بالبيانات والإحصاءات، بل أيضاً بمفاجآت غير متوقعة تقلب النتائج رأساً على عقب.
مباراة ديربي مانشستر الأخيرة كانت تجسيداً لهذه الفوضى الكروية. دخل الفريقان بدون ثقة وبدون بريق يليق بتاريخهما العريق، ليظهر مانشستر سيتي أكثر تنظيماً في الشوط الأول ويسجل هدفاً عبر رأسية يوسكو غفارديول بعد عرضية متقنة من كيفين دي بروين. بدا وكأن مانشستر سيتي يمضي نحو انتصار هادئ، لكن الشوط الثاني حمل معه تغييرات دراماتيكية.
حاول مانشستر يونايتد قلب الطاولة واستطاع برونو فرنانديز تعديل النتيجة عبر ركلة جزاء جاءت بعد تدخل متهور من ماتيوس نونيز. ثم أضاف أماد ديالو الهدف الثاني بعد انطلاقة رائعة بين دفاع السيتي المترهل. تلك اللحظات كشفت عن أزمة غير مألوفة يعيشها بيب غوارديولا وفريقه، حيث تراجع الأداء وانطفأت الروح القتالية التي عُرف بها الفريق.
إقرأ أيضا
منذ إقالة إريك تن هاغ، يبدو وكأن لعنة قد حلت على مانشستر سيتي الذي خسر 8 من أصل 11 مباراة، في ظاهرة جعلت البعض يتساءل: ماذا لو كان مانشستر يونايتد أكثر حسمًا في قراراته الصيف الماضي؟
وفي مفارقة غريبة، يتصدر المشهد فريق تشيلسي الذي ظهر كمنافس قوي رغم مشاكله الداخلية وتشكيلته المكدسة. وبات من الواضح أن الأندية المتوسطة مثل أستون فيلا وبرايتون وتوتنهام أصبحت تمتلك من الجودة ما يكفي لجعل كل مباراة اختباراً حقيقياً.
أما بالنسبة لمانشستر سيتي، فإن التحديات القادمة ستكون حاسمة؛ الفريق الذي تلاشت هالته المخيفة سيحتاج إلى إعادة اكتشاف نفسه سريعاً. ومع ذلك، يبقى التساؤل: هل يستطيع غوارديولا قيادة هذا التحول أم أن عصره الذهبي يقترب من نهايته؟
الفريق لا يزال يمتلك الوقت للتعافي، لكن الأضرار النفسية والمعنوية بدت واضحة. ربما نرى السيتي يستعيد قوته قريباً، وربما أيضاً يتواصل سقوطه. الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط