مسؤولون أميركيون: اللحظة مليئة بالفرص والمخاطر
فيما كان الأميركيون ينتظرون لحظة سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، والتي عملوا عليها طويلاً عبر الضغط السياسي والاقتصادي، وجدوا أنفسهم أمام مفارقة، حيث جاء سقوطه على يد تنظيم مدرج في قوائم الإرهاب الأميركية: “هيئة تحرير الشام” وزعيمها أبو محمد الجولاني، الذي يعرف اليوم باسم أحمد الشرع. في وقت سابق، عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.
هذا الواقع يضع الإدارة الأميركية والمشرعين في موقف حرج، وهو ما أشار إليه الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه يوم الأحد، حيث أكد ضرورة الحذر قائلاً: “بعض المجموعات التي أسقطت الأسد لها تاريخ مليء بالإرهاب وحقوق الإنسان المنتهكة، ونحن نراقب الأفعال لا الأقوال.”
رغم هذه الحذر، أبدى المسؤولون الأميركيون انفتاحاً على إمكانية رفع “الهيئة” عن قوائم الإرهاب. وقال أحدهم لصحيفة “واشنطن بوست”: “الهيئة تقوم حالياً بأفعال إيجابية، علينا أن نكون حذرين وبراغماتيين في التعامل مع الوقائع الميدانية.” وأضاف أن الإدارة الأميركية تواصلت مع كافة المجموعات المقاتلة في سوريا، بما في ذلك “الهيئة”.
إقرأ أيضا
في ذات السياق، أشار جيمس جيفري، المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، إلى إمكانية رفع التصنيف الإرهابي للهيئة، معتبراً أنه رغم التصنيف الدولي للهيئة كتنظيم إرهابي، إلا أن أميركا لم تتخذ إجراءات ضدها منذ سنوات. وأضاف جيفري أن دعم الهيئة لوقف إطلاق النار قد يكون له تأثير كبير في تقييم أميركا لها.
فرص ومخاوف متوازية
بينما عبر المشرعون الأميركيون عن ترحيب حذر بسقوط الأسد، تبقى المخاوف قائمة بشأن التداعيات المستقبلية. رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بنجامين كاردن، قال: “هذه فرصة تاريخية للشعب السوري للتخلص من الإرهاب الذي أوجده الأسد وداعموه”. إلا أنه حذر من أن البلاد قد تنزلق نحو الفوضى إذا لم يتم التمسك بالحل السلمي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
على الجانب الآخر، وصف جيم ريش، كبير الجمهوريين في اللجنة، تدخلي إيران وروسيا في النزاع بالفشل، مؤكداً على ضرورة أن يختار الشعب السوري حكومته المستقبلية. أما النائب الجمهوري جو ويلسون فقد احتفل بزوال عهد عائلة الأسد، مشيراً إلى أن الشعب السوري أظهر صموداً مذهلاً.
الحديث عن «داعش» و«القوات الأميركية»
بينما يرحب البعض بحذر بالتطورات، لا يتفق الجميع في الكونغرس على المواقف، خاصة من داعمي الرئيس السابق دونالد ترامب، مثل النائبة مارجوري تايلور غرين، التي انتقدت الإدارات الأميركية السابقة وأكدت على أن “الجماعات التي تدعي محاربة الأسد قد تكون ذات صلة بـ«داعش»”.
فيما يتعلق بدور القوات الأميركية في سوريا، قال قائد القيادة الوسطى الأميركية إن الولايات المتحدة لن تسمح لـ«داعش» بإعادة تشكيل نفسه في ظل هذا الوضع، وأعلنت عن ضربات ضد أهدافه في سوريا. ويبدو أن بقاء القوات الأميركية في شمال شرق سوريا سيتوقف على المتغيرات السياسية، حيث أن تصريحات ترامب السابقة تشير إلى تردد في استمرار التواجد العسكري الأميركي في المنطقة.
تظل الإجابة على سؤال بقاء القوات الأميركية في سوريا غامضة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن استغلال الجماعات المتطرفة لهذه اللحظة التاريخية.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط