رياضةصحيفة الشرق الأوسطsportأخبار

هل يتمكن تشابي ألونسو من قلب موازين ريال مدريد في موسم 2025-2026؟

ارتباط تشابي ألونسو بريال مدريد ليس بالأمر الجديد؛ فهو ليس مجرد لاعب سابق تُوِّج بدوري الأبطال مع الفريق، بل سبق له العمل داخل النادي بتدريب الفئات العمرية، ما يمنحه فهماً عميقاً لهوية “البلانكوس”. لكن في عالم كرة القدم، الانتماء وحده لا يكفي. فالنجاح يتطلب الثبات تحت الضغط، وهو ما أثبته ألونسو بالفعل في أعلى المستويات.

في الموسم الماضي، قاد ألونسو باير ليفركوزن لتحقيق معجزة كروية: الفوز بالدوري الألماني دون أي هزيمة، والتتويج بكأس ألمانيا بعد سنوات من الانتظار. كل ذلك بأسلوب لعب صارم، دقيق، وقاتل.

الريال تحت قيادة ألونسو: رهان أم ضمان؟

بناء على هذا النجاح، بدأ النقاش داخل “The Athletic” حول ما إذا كان بإمكان ألونسو نقل ريال مدريد إلى مستوى جديد. خلف خلافته للمدرب كارلو أنشيلوتي تحديات كبيرة، خاصة أن الريال لا يرضى إلا بالألقاب. صحيح أن الفريق استمر ضمن نخبة أوروبا، لكن الهشاشة الدفاعية التي ظهرت خاصة في السقوط أمام آرسنال (5-1) في نصف نهائي دوري الأبطال، طرحت تساؤلات جدية.

إقرأ أيضا

فكرة واتساب

رغم ذلك، يبدو أن ألونسو يملك ما يكفي من الشخصية والرؤية لمواجهة هذه التحديات. وفقاً لشركة “بيتفير”، كانت فرص الريال في الفوز بالدوري شبه معدومة قبل قدومه (1001)، ولكن هذا الرقم مرشح للتراجع بمجرد تسلمه المنصب. يبدو أن السوق تدرك قيمة هذا “المدريديستا”.

ماذا تقول الأرقام؟

الإحصائيات لا تكذب: برشلونة يتفوق على الريال بوضوح من حيث معدل “XGD” (فارق الأهداف المتوقع لكل 90 دقيقة) والذي بلغ 1.38 مقابل 0.78 للملكي. هذا الفارق يضع الريال أقرب لأندية منتصف الجدول من حيث الأداء الهجومي والدفاعي.

لكن تظل فرص الريال قائمة في بطولات الكؤوس مثل دوري الأبطال وكأس الملك، خاصة إذا تمكن ألونسو من توظيف نقاط قوة لاعبيه بذكاء. أما الليغا، فبحسب آراء المختصين، تبقى أقرب لبرشلونة الذي يعيش حالة من الانسجام تحت قيادة هانزي فليك.

مبابي وألكسندر أرنولد: الورقة الرابحة؟

قدوم ألونسو قد يحمل تأثيراً مباشراً على مردود مهاجمي الريال، وعلى رأسهم كيليان مبابي. رغم تألقه الفردي هذا الموسم (27 هدفاً وأفضل معدل تسديد)، إلا أن الفريق فشل في حصد أي لقب، وهو ما قد يتغير مع مدرب يُتقن التنظيم ويحب اللعب المنهجي.

إذا نجح ألونسو في توظيف قدرات ألكسندر أرنولد – الذي يُشبهه البعض بتشاكا بنسخة مطورة – إلى جانب مبابي، فقد نشهد أرقاماً تهديفية قياسية. أرنولد يملك إحصائيات مذهلة في صناعة الفرص والتمريرات الخطيرة، ومع نظام لعب منظم، قد يتحول هذا الثنائي إلى سلاح فتاك.

غياب المهاجم الصريح… ميزة أم عائق؟

ألونسو أثبت مع ليفركوزن أن الفريق يمكن أن يزدهر دون مهاجم صريح، رغم وجود أسماء مثل بونيفيس أو باتريك شيك. وهذا يفتح المجال أمام تكتيك هجومي متحرك يضم فينيسيوس، رودريغو، ومبابي في أدوار هجومية مرنة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في مدى التزام هؤلاء النجوم بالجانب الدفاعي. فلسفة ألونسو تعتمد على “الضغط العكسي” وهو ما قد لا يناسب كل اللاعبين. إن لم ينجح في فرض هذا الأسلوب أو إقناعهم به، فقد تتراجع فعالية خطته.

العقبات المحتملة في الموسم الأول

رغم كل الإيجابيات، ثمة معوقات قد تعترض طريق ألونسو. الإصابات، خصوصاً في الخط الخلفي، وعدم قدرة بعض النجوم على التعاون أو التأقلم، قد تجعل مهمته أكثر تعقيداً. والأهم، قلة خبرته في التعامل مع غرف ملابس ممتلئة بالنجوم والضغوطات الإعلامية المستمرة.

وحتى إن كان نجاحه مع ليفركوزن عظيماً، فإن تدريب ريال مدريد قصة أخرى تماماً. سيُختبر ألونسو ليس فقط تكتيكياً، بل بشرياً ونفسياً، في قدرته على إدارة الأنا، ضبط الإيقاع، والتعامل مع تقلبات الموسم.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

فكرة أبراج

زر الذهاب إلى الأعلى