تحديات كبيرة تنتظر العراق في مشروع زراعة 11 مليار شجرة
يشير متخصصون إلى ضرورة زراعة أكثر من 11 مليار شجرة في العراق، حيث تقل مساحات الأراضي الخضراء الرسمية، أي “الغابات”، عن 2%، بينما تعاني نحو 59% من المساحات من التدهور بسبب التصحر والتجريف. يعتقد الخبراء أن إعادة إحياء الغابات وزراعة هذا العدد من الأشجار يمكن أن تسهم في تنقية الهواء الملوث في العراق، الذي يعاني من التلوث البيئي.
العراق بحاجة لخطط مناخية جديدة
يُظهر التغير المناخي تأثيرًا سلبيًا على العراق، وقد تصنفه وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة كواحدة من الدول الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية. يجب وضع خطط جديدة تأخذ في الاعتبار هذه التحديات البيئية.
تقلصت مساحات الغابات في العراق بسبب الحروب والحرائق والقطع الجائر للأشجار وتحويل الأراضي للإسكان. يُشجع على زيادة الغطاء النباتي وزراعة الأشجار في المدن لمواجهة هذه المشكلات. تحتاج هذه الجهود إلى اختيار أشجار مناسبة قادرة على التكيف مع ظروف البلاد واستهلاك قليل للماء.
أرض الرافدين تسعى لزراعة 11 مليار شجرة
يؤكد خبراء أهمية اختيار الأشجار بعناية في مشروع زراعة أكثر من 11 مليار شجرة في العراق. تحدث مدير مؤسسة “مثابرون للخير”، أنس الطائي، عن تأثير الاحتباس الحراري والتغير المناخي على الأشجار في العراق، مشيرًا إلى أن بعض الأشجار تموت في درجات حرارة تصل إلى 50 مئوية.
وأشار الطائي إلى أن بعض الأشجار مثل الأوكالبتوس والبيزيا والزونيا والنبق تتحمل الظروف الحارة والعطش بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر اختيار أشجار مثل الأكاسيا وشوك الشام ولسان الطير والكازورينا مناسبًا للظروف البيئية والمناخية في العراق.
الموصل تُحيي غاباتها القديمة
في مدينة الموصل، تم وضع خطط استراتيجية لإعادة إحياء الغابات الاصطناعية باختيار الأشجار الملائمة مثل الأوكالبتوس والصنوبريات. نسبة إحياء الغابات في محافظة نينوى وصلت إلى أكثر من 70 في المائة، وتم زراعة أشجار الأوكالبتوس بهدف استثمارها في مجالات مختلفة، بما في ذلك إنتاج عسل الأوكالبتوس.
هناك أيضًا جهود مستمرة لإعادة إحياء غابات مثل سنجار والبعاج، بالإضافة إلى زراعة أشجار الفستق الحلبي والنخيل في مناطق مختلفة من نينوى.
إن زراعة الأشجار في المناطق الخضراء تعتبر استثمارًا بيئيًا ذكيًا يحمل العديد من الفوائد. تحسن جودة الهواء والتربة والمحافظة عليها، وتحد من العواصف الغبارية والرياح القوية، كما تعمل على تقليل درجات الحرارة وامتصاص الملوثات.
للأشجار فوائد لا تحصى
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم التشجير في تعزيز السياحة البيئية وخلق فرص عمل جديدة للشباب في تلك المناطق. يعزز أيضًا الصحة العامة ويقدم فرصًا للترفيه والاسترخاء، ويوفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية ويقلل من حدة الضوضاء والشعور بالاكتئاب.
تلعب الأشجار الغاباتية دورًا مهمًا في مكافحة تغير المناخ حيث تساهم في امتصاص غاز ثنائي أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. ومن هذا المنطلق، يجب على الحكومة ووزارة الزراعة في العراق دعم عمليات التشجير وزيادة مساحات الغابات الجديدة بأشجار مناسبة للبيئة المحلية. كما يجب تشجيع المبادرات الأهلية لتحقيق هذا الهدف والعمل على تكوين غابات جديدة تلبي احتياجات البلاد وتعزز من توازن البيئة.
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News
للانضمام إلى قناتنا في: #تليغرام – #الانستقرام – #تويتر – #تيك توك – #فيسبوك