حربمقالاتالمقالات السياسية

هتلر وبوتين .. أوجه التشابه بين سياستهما ج 1

هتلر وبوتين. تصرفات أحدهما تذكرنا بالآخر. لعل من مفارقات القدر أن يعيد التاريخ نفسه في شرق أوروبا بعد أكثر من ثمان عقود على قيام الحرب العالمية الثانية ولكن بشخوص أخرى. وأسباب وادعاءات متغيرة وجديدة. غير أن مضمونها واحد في كلا الحالتين، النازية والروسية. التي تدعي المحافظة على حقوق مواطنيها لدى الدول الإقليمية.

ومن الغريب أن تلجأ روسيا الحديثة. وهي وريثة الشيوعية إلى انتهاج أساليب هتلر النازية في حل الخلافات مع جيرانها. إذ يلاحظ المراقب للأحداث الجارية حاليا في أوكرانيا، أن الرئيس الروسي بوتين قد انتهج الخطوات نفسها التي اعتمدها هتلر قبل قيام الحرب العالمية الثانية لضم كل من النمسا وجيكسلوفاكيا وبولندا، تحقيقا لإنشاء دولة ألمانيا الكبرى التي تضم جميع السكان الناطقين باللغة الألمانية الى الوطن الأم.

هتلر وبوتين .. كيف خطط هتلر لغزو أوروبا ؟

ومن أجل إيضاح الصورة أمام القارئ فلابد من استعراض الخطوات التي قام بها هتلر لاحتلال دول شرق أوروبا الواحدة تلو الأخرى أولا. ومن ثم استعراض الخطوات التي اتخذها بوتين لاحتلال أوكرانيا ودولا أخرى لاحقا. في حال تحقق أهدافه في أوكرانيا ثانيا.

احتلال النمسا. من المفيد أن نعرف بأن النمسا كانت جزء من الاتحاد الألماني قبل توحيدها عام 1871. وأن معظم سكانها هم من الجنس الجرماني ولغتها المانية، وهي دولة صغيرة وامكانياتها المادية والعسكرية محدودة. حيث بدأ هتلر بتنفيذ برنامجه التوسعي بضم النمسا إلى الرايخ الألماني. وإعادة نحو عشرة ملايين الماني يقطنون فيها إلى الوطن الأكبر الأم ألمانيا.

هتلر وبوتين . تشابه ام تطابق؟

وفي 12 اذار – مارس عام 1938 دخلت القوات الألمانية النمسا واحتلت العاصمة فيينا، فيما قامت في نفس الوقت، الميليشيات النمساوية الموالية لألمانيا بالسيطرة عل مفاصل الدولة ومؤسساتها بما فيها الجيش والشرطة. وبعد أيام قليلة أعلن عن اجراء استفتاء وافق بموجبه الشعب النمساوي على الاتحاد مع المانيا. وبذلك أقام هتلر حاجزا فعّالا بين عدوتيه الكبيرتين روسيا وفرنسا. وهذه هي نفس الخطوات التي اتخذها بوتين لضم الأجزاء الشرقية والجنوبية من أوكرانيا الى الاتحاد الروسي وبمساعدة المليشيات والموالين لها داخل أوكرانيا. لذلك نجد بعضا من التطابق بين هتلر وبوتين.

الحرية والسلام من وراء القصد -يتبع.

أوجه التشابه بين سياسة هتلر و بوتين، الجزء الثاني من هنا ، الجزء الثالث من هنا

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى