بقلم : بشار محمد
تتباهى دولٌ كثيرة بمبدعيها، فتصنع منهم نجوماً في سماء الفن والشعر والأدب، وفي مختلف مجالات الإبداع الإنساني. على النقيض، إعلامنا يجعل من الناجحين أعداء، لا لسبب سوى عدم انتمائهم للعقيدة السائدة، أو لأنهم لم يدفعوا “المقسوم”.
أحد المطبلين للنظام السابق والحالي في العراق، اتهم “كاظم الساهر” بمعاداة “السامية الشيعية”. جاء ذلك بعد أن اعتبر أغنيته “هدد كسر حطم دمر” موجهة ضد الانتفاضة الشعبانية التي وقعت في بداية تسعينيات القرن الماضي بتحريض من إيران ضد النظام الحاكم في ذلك الوقت. كما اعتبر أن أغنية “لا تحتج” كانت إحدى رسائل الحكومة للمنتفضين!
في نفس السياق، وجه هذا “المُطبّل” سهامه نحو نعش “كريم العراقي”، مشيراً إلى أن شعره غير موزون. وكأن العراق قد ابتُلي بأمثال هؤلاء المطبلين، الذين رفعوا راية الإعلام الحديث “إن وُجد” في بلاد ما بين النهرين.
إقرأ أيضا
عندما لم يأتِ كاظم الساهر إلى البصرة ليغني في بطولة كأس الخليج التي أقيمت عام 2023، اعتُبر ذلك إهانة وعدم اعتراف بالنظام الحالي، بشكل أو بآخر. ولو كان قد قدم إلى عروس الجنوب، لكانت وصمة عار في جبينه “الإنساني” من وجهة نظر محبيه على الأقل.
الإعلام الحكومي الحالي، وكذلك إعلام الأحزاب الدينية، لا يتوقفون عن سب وتوجيه اللعنات إلى نخيل العراق: كاظم الساهر، كريم العراقي، علي الوردي، عبد الرزاق عبد الواحد، وأحمد راضي. هذه الأسماء البيضاء أزعجت سواد قلوب الطائفيين في العراق الذين جعلوا أيام شعبهم أشد سوادًا من قلوب تلك الأحزاب.
نحن مغصوبون بهذا الانتماء لأرض اسمها العراق، أرض موبوءة بالنزعات القبلية ومسمومة بالانتماءات الطائفية. أرض لا مفر منها سوى بالموت، حيث يمكن أخيرًا التخلص من شيء اسمه العراق.
بقلم : بشار محمد