كيف تطورت قدرات هيئة تحرير الشام العسكرية؟
قبل خمس سنوات، كانت الفصائل المسلحة في سوريا، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام»، تعيش تحت ضغوط شديدة، محاصرة وتقاتل بشراسة للبقاء أمام الهجمات المستمرة للجيش السوري المدعوم من روسيا.
أما اليوم، فقد أصبحت «هيئة تحرير الشام» في معقلها بمحافظة إدلب تمتلك بنية عسكرية متقدمة تشمل قيادة مركزية، ووحدات مشاة ومدفعية وعمليات خاصة، بالإضافة إلى دبابات وأسلحة حديثة محلية الصنع، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة.
مصادر الأسلحة
تشير تقارير إلى أن سوريا غُمرت بالأسلحة منذ عام 2011 بفعل الدعم الخارجي للمتمردين. ويعتقد الخبراء أن «هيئة تحرير الشام» استفادت من هذه الفوضى، إذ استولت على أسلحة من الجيش السوري وفصائل مسلحة أخرى.
إقرأ أيضا
الإنتاج المحلي
لم يتوقف الأمر عند الاستيلاء على الأسلحة، بل استثمرت الجماعة في التصنيع المحلي. باستخدام ورش صغيرة وأدوات مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد، أنتجت «هيئة تحرير الشام» طائرات مسيرة متطورة وصواريخ بعيدة المدى. هذا التطور سمح لها بشن هجمات دقيقة على أهداف عسكرية، مثل الاجتماع العسكري في حماة.
تغييرات استراتيجية
إضافةً إلى الصواريخ والطائرات المسيرة، كشفت الجماعة عن نظام صاروخي جديد أُطلق عليه اسم «قيصر»، يتميز بقوة تدميرية كبيرة، ليحل محل الشاحنات المفخخة التي كانت تُستخدم في السابق.
قدرات متنامية
يرى محللون أن هذه التحولات تعكس قدرة «هيئة تحرير الشام» على التكيف مع التحديات، والاستفادة من التكنولوجيا والمعلومات المتاحة عبر الإنترنت لتعزيز قدراتها العسكرية.
باتت الجماعة تُشكل تحدياً كبيراً للقوات السورية، خاصةً مع استحواذها على أسلحة نوعية ومركبات مدرعة، بعضها روسي الصنع، خلال عملياتها الأخيرة.
خلاصة
ما حدث في السنوات الأخيرة يوضح كيف تحولت «هيئة تحرير الشام» من قوة محاصرة إلى فاعل عسكري مؤثر، يجمع بين الأسلحة التقليدية والتكنولوجيا المتقدمة، ليعزز مكانته على الأرض وسط الصراع الدائر في سوريا.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط