إيران تسعى لتوثيق الشراكة مع روسيا

اتفاقية تعاون استراتيجي قيد المصادقة البرلمانية

أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن إيران تخطط لتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي شامل مع روسيا في 17 يناير المقبل، مشيرةً إلى أن هذه الاتفاقية تأتي تتويجاً لمباحثات متواصلة على عدة مستويات. وذكرت مهاجراني أن الاتفاق يشمل موضوعين رئيسيين: تطوير ممر الشمال-الجنوب، ومشروع نقل الغاز الروسي إلى إيران، وهما جزء من الجهود لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأوضحت مهاجراني أن الرئيس الإيراني سيزور روسيا قريباً لاستكمال هذه الاتفاقية، مضيفة أن هذه الزيارة تأتي بعد محادثات أجراها خلال قمة “بريكس” في قازان، حيث بحث التعاون الاقتصادي مع الدول الأعضاء، بما يعزز مشروع الممر الإيراني الشمالي-الجنوبي وتحويل روسيا إلى شريك اقتصادي رئيسي.

تعزيز التعاون مع الشرق

سلطت مهاجراني الضوء على أهمية تطوير العلاقات مع دول شرق آسيا، مشيرة إلى أن إيران شهدت زيارات متبادلة بين قياداتها وروسيا خلال العقود الماضية، ما يعكس عمق التعاون بين الجانبين. وأكدت أن الاتفاقية الشاملة سيتم عرضها على البرلمان للمصادقة عليها، مشددة على أن صياغتها راعت المصالح الوطنية الإيرانية لتجنب أي تجارب سلبية سابقة.

إقرأ أيضا

مشاريع استراتيجية في البنية التحتية

تطرقت مهاجراني إلى الخطط الحالية لتطوير البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء خط سكة حديد يربط مدينتي أستارا ورشت، والذي يحظى بمتابعة رئاسية مباشرة. كما ذكرت أن وزارة الداخلية تعمل على إزالة العقبات التي تواجه تنفيذ هذا المشروع، لكونه جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز دور إيران كمعبر تجاري عالمي.

دور “بريكس” في التبادل التجاري

أشارت مهاجراني إلى التعاون المثمر بين إيران ودول “بريكس”، مثل الصين والهند وروسيا، مؤكدة أن هذا التحالف يمثل 40% من سكان العالم ويوفر فرصاً اقتصادية كبيرة. وأضافت أن هناك جهوداً لجذب استثمارات أجنبية، سواء من دول “بريكس” أو من خارجها.

سياسة خارجية متوازنة

أكدت مهاجراني أن السياسة الخارجية الإيرانية تركز على التوازن بين الشرق والغرب، مع إعطاء الأولوية للدول المجاورة. وشددت على استعداد إيران للتفاوض في إطار البرنامج النووي بهدف رفع العقوبات، مؤكدة أن مبدأ التعاون يجب أن يقوم على المنفعة المتبادلة.

استراتيجية للتنمية المستدامة

اختتمت مهاجراني حديثها بالتأكيد على أن إيران مستعدة للحوار مع الجميع، لكنها تضع في أولوياتها التعاون مع الشركاء الذين يشاركونها المصالح المشتركة، خصوصاً في شرق آسيا، لتحقيق التنمية المستدامة والمصالح الوطنية.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط