المجتمعمقالات

الطلاق اليوم .. بين الذهنيات والتوقع

الطلاق اليوم أصبح أمرا عاديا في زماننا. تقوم المحاكم يوميا بجلسات تنتهي فيها الكثير من العلاقات الزوجية التي كانت الأمس قصص حب عظيمة. ويحدث الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج وهنا المشكلة. ولو حللنا بعمق هذه الظاهرة نجد أنها كانت سبب لحالة التوقع، فبعض التخيلات والذهنيات التي كان يمارسها الطرفيين قبل الزواج كانت سببا في هذا الطلاق.

الزواج مثل أشرعة السفن مقيدة بالحبال

فيتوقع الشاب مشاهد الحب التركية والشرقية، ومشاهد العناق المأثورة، وسيناريوهات الافلام الفرنسية، وروتين الحب والمشاعر. لكن بعد الزواج يكتشف أن كل ذلك شيء آني يذوب مثل الثلج على رأس الجبال. فيدخل في متاهات المسؤولية والالتزام. كما يكتشف الزوج أن الحياة الزوجية مثل أشرعة السفن تشده من كتفيه الكثير من الحبال، فتنغلق في خيالاته نوافذ التوقع، فينكسر توقعه ويصبح إدراكه عكسيا ثم يشعر ذهنيا كأنما وقع في ورطة!

الزواج ليس انعكاس لفلم رومانسي

أما جانب الزوجة وهو الأكثر حساسية عندما تجد كل توقعاتها زالت، ولم يعد هنالك لعب بالوسادات ولا مشاهدات مشتركة للأفلام ليلا ولا قبلات الصباح ولا قبلات المساء فتشعر بما يشعر الضحية. هذه التغييرات في مساحات الإدراك لدى الزوجيين جعلتهم يكسرون التوقع، ومنحوا للبرود مكان بينهم. فيبدأ كل طرف في البحث عن التفسيرات، أو خلق تلك الأجواء العاطفية التي توقعوها لكنها غائبة. بعدما وجدوا أنفسهم أمام واقع احتاج عفوية والتزام، فالحياة الزوجية هي التزام تجاه الآخر، من أجل شد وربط العلاقة الزوجية. فكلما تخلى طرف عن الحب غرقت السفينة.

رفع سقف التوقعات قد يؤدي إلى الطلاق اليوم

لهذا، فإن التوقعات قبل الزواج، هي سبب مباشر في صناعة ملحمة الطلاق التي تحدث بعد فكوك المشاكل والاختلاف، والصراعات والتخلي عن المهام، وبداية البرود العاطفي.

لذلك قبل كل علاقة زوجية ناجحة يجب أن يكون هناك صدق وعفوية وتحسيس الطرفين بالمسؤولية، والفهم الايجابي للحياة الزوجية، بكونها التزام وتوافق وتعاون وشد أزر وعضد مشترك، من أجل تأسيس أسرة. فالخيالات في القصائد انتهت عند نهاية القصيدة. أما العلاقة الزوجية فيجب أن تكون مبنية على فهم إيجابي وعفوية وصدق.

الأستاذ سعيداني فوزي

لمزيد من الأخبار والمقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى