قارئة الفنجان .. قصيدة أم أغنية أم لعنة ؟!

قارئة الفنجان للفنان عبد الحليم حافظ .. تعتبر واحدة من أغرب أسماء الأغاني في السبعينيات من القرن الماضي. أو ربما ليومنا هذا. كتب كلماتها الشاعر نزار قباني ولحنها الموسيقار محمد الموجي. إذ حصل عليها جدل واسع في ذلك الوقت خاصة في حفل نادي الترسانة. وكيف استطاع الجمهور استفزاز العندليب؟!
قارئة الفنجان .. اقنعت حليم
نزار قباني كاتب القصيدة أخذ النص وبدأ يقنع عبد الحليم بالكلمات، من خلال القراءة الموزونة وإدخاله في قصة الأغنية، التي تتحدث عن شاب ذهب إلى قارئة فنجان وبدأت بقراءة طالعه الأسود.
كان العندليب منشد إلى قصة الأغنية، وبدأ يقتنع بها، وشعر أن هذه القصيدة كتبت له .. خاصة إذا ما عرفنا أنه فشل في الحب والزواج .. ومن جانب آخر قصة مرضه الذي لازمه منذ طفولته حيث أصيب بالبلهارسيا، المرض الذي يسبب له بين الحين والآخر مضاعفات جسيمة.
تسلل التشاؤوم من الأغنية إلى نفس حافظ
في صباح يوم الحفل الموافق 25 من إبريل / نيسان عام 1976 في نادي الترسانة، كانت حالة عبد الحليم غريبة جدا .. كان عصبيا جدا ولا يتحدث، وليس على عادته مثل كل يوم .. لم يعتاد المقربين منه على هذا الشكل .. وكلم أقرب الأشخاص إليه، وأخبره بأنه لا يود غناء قارئة الفنجان، ولا يريد الذهاب لإحياء الحفل .. لكن محبية والمقربين أقنعوه بغنائها، وأخبروه أن البروفات كانت أجمل ما يكون والكلمات جديدة.
إستهزاء الجمهور ومشكلة نادي الترسانة
حين وصل العندليب إلى النادي المقام فيه الحفل، أوقف سيارته شخص تبين أنه من محبيه، لكن المفاجأة كانت صادمة، إذ قال المعجب له حرفيا “أنا أعمل خياطا، وجلبت لك هذة البدلة من عمل يدي” وعند فتح الكيس كانت البدلة عبارة عن رسوم أكواب قهوة ! عندها شعر عبد الحليم بالإحباط قبل دخوله المسرح .. لكنه تشجع وبدأ يشرح للجمهور كيفية إختيار الكلمات، وإن عدم حبهم لها كونها جديدة عليهم .. وبعد غناء الجزء الأول من الأغنية، بدأ الجمهور يستفز عبد الحليم حافظ بالتصفيير .. هنا أوقف الموسيقى وعاتب الجمهور قائلا : “أنا أيضا بعرف أصفّر”.
كيف رأى البعض قارئة الفنجان لعنة؟
كانت قارئة الفنجان آخر أغنية للراحل عبد الحليم حافظ .. والتي رسخت في قلوب محبيه .. حتى إن الفنان أحمد زكي أبدى تاثره في قصة ومعاناة العندليب، فصار دائما يتحدث للمقربين منه عن شغفه بتجسيد قصة حياة المطرب الراحل .. وفي عام 2005 اتصل أحد المخرجين بالفنان أحمد زكي لتجسيد دور عبد الحليم في فيلم كان عنوانة “حليم” وعلى الفور كلم صديقة دربه الفنانة عفاف شعيب وشرح لها كيف سيتحقق حلمه بتمثيل هذة الشخصية العظيمة .. لكن عفاف شعيب كان لها رأيا آخر، إذ نصحت أحمد بعدم تمثيله للفيلم، فكانت وجهة نظرها أن هذا الفيلم لو مثله سيكون الأخير له، خاصة مع تقدم مرض السرطان في جسده .. إلى جانب تشاؤومها من القصة والسيناريو الذي يؤدي لوفاة البطل.
صدمة منتصف الطريق أثناء تصوير حليم
في 27 مارس / آذار عام 2005 توفي الفنان أحمد زكي بعد صراع طويل مع سرطان الرئة .. فقرر مسؤولوا إنتاج الفليم أن يكمل التمثيل هيثم أحمد زكي ابن الراحل أحمد .. وعُرض الفيلم بعدها بأجمل صورة عام 2006 ، ولاقى استحسان الكثير حول إجادة الدور بين الأب والإبن اللذان صورا فترة شباب عبد الحليم وفترة مرضه.
المفاجأة التي صدمت الجمهور في يوم 7 نوفمبر / تشرين الثاني عام 2019 إعلان وفاة الفنان هيثم أحمد زكي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية .. السؤال هل كان للصدفة دور أم فعلا كانت لعنة ؟