المجتمع

هرم ماسلو .. مقلوب في العالم العربي

هرم ماسلو. هرم نظري اخترعه أبراهام ماسلو، ناقش فيه ترتيب حاجات الإنسان. فه وصف الدوافع التي تُحرّكه في حياته؛ بين في أن الإنسان خلال فترة حياته فيها الاحتياجات الفسيولوجية، وحاجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات.

أساس هرم ماسلو حاجة الإنسان للطعام والجنس

شرح ماسلو نظريته أن الاحتياجات الفسيولوجيّة تأتي في قاعدة الهرم، أي الأساس الذي يبني عليه الإنسان حياته. متمثلة في الحاجة إلى التنفس، والطعام، والماء، والجنس، والإخراج، والنوم. كما بين أن الفرد الذي يعاني نقصاً في إشباع هذه الاحتياجات تجعله يُشبعها فيما بعد بشكلٍ مفرط. فيرى أبراهام أن الإنسان الفقير عندما يصبح غنيّاً ينفق الكثير من ماله على الطعام والشرب، على سبيل المثال.

حاجة الإنسان للأمان

ثم تأتي حاجات الأمان بعد إشباع الإنسان للحاجات الفسيولوجيّة. أي بالصف الثاني من أسفل الهرم. يبدأ في البحث عن حاجات الأمان التي تتمثل فيما يأتي:

  • السلامة الجسدية بعيداً عن الاعتداء والعنف.
  • الأمان في الوظيفة التي يشغلها الإنسان.
  • الأمن النفسي والمعنوي.
  • الأمن داحل الأسرة، والأمن الصحي.
  • أمن الممتلكات الشخصيّة ضد الحوادث والجرائم.

الإنسان كائن اجتماعي

وفي ثالث صف في أسفل الهرم نجد الحاجات الاجتماعيّة. أي بعد إشباع كل من الحاجات الفسيولوجيّة والأمان، تظهر لدى الشخص رغبات في تحقيق الحاجات الاجتماعيّة المتمثلة فيما يأتي:

  • العلاقات العاطفية والحصول على الحب.
  • العلاقات الأسريّة السليمة.
  • قدرة الشخص على اكتساب الأصدقاء، ورغبته في الانتماء إلى المجموعات الكبيرة كالجماعات الدينيةّ، والفرق الرياضيّة، والمنظمات المهنيّة.

ففي غياب هذه العناصر جميعاً يصبح الفرد عرضة للاكتئاب، والقلق، والعزلة الاجتماعيّة. بحسب علماء النفس البشرية.

  • الحاجة إلى التقدير تتمثل هذه الحاجة في رغبة الشخص في تحقيق المكانة الاجتماعيّة المرموقة والمنصب الرفيع ممّا يكسبه الإحساس بالثقة والقوة بالإضافة إلى كسب احترام الآخرين.

الوصول لتقدير الذات

وبعد هذه المراحل الثلاث، تأتي مرحلة الحاجة للتقدير. بمعنى حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.

تحقيق الهدف قمة الهرم

وفي قمة الهرم، أي بعد تحقيق ما سبق صل للمرحلة الأخيرة، ألا وهي الحاجة لتحقيق الذات. وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.

الهرم في عالمنا العربي

لو اعتبرنا أن ما قدمه ماسلو صحيحا وينطبق على كثير من المجتمعات. أو على الأقل في جزء كبير منها، نجده لا ينطبق بالمرة على عالمنا العربي. لكون هرم ماسلو يعمل بالشكل المقلوبلدينا.

فالهرم ابتدأ بالطعام والجنس وصولا إلى تحقيق الذات. أي بمعنى أن الإنسان عليه أن يأكل ويشرب ويمارس الجنس ثم يشعر الأمان. وتكون لديه عائلة وأصدقاء وصولا إلى تحقيق أهدافه.

لكن الإنسان العربي لا يمكنه أن يأكل جيدا ولا يمكنه أن يمارس الجنس بشكل منتظم “الزواج”. إلا بعد سلسلة طويلة من العمل والمنجزات. التي من خلالاها يسعى لتحقيق أهدافه “المالية” التي تسهل عليه بناء أسرة “الجنس، والشعور بالمحبة”.

انتقادات لهرم ماسلو

الكثيرين انتقدوا ماسلو وهرمه بسبب هذه الجزئية. ربما كانت ظروف من انتقدوا هذا الهرم مشابهة لما يعيشه المواطن العربي اليوم. كما طالت الهرم انتقادات من حيث أن هناك العديد من الناس لا يقفون عند حد معين في إشباع احتياجاتهم.

كان هدف ماسلو هو أن الإنسان ينتقل من مرحلة لأخرى عند تحقيق احتياجاته. وإن اختلفنا أو اتفقنا معه في هرمه، نجد أن نظريته تعمل بالشكل المعكوس في عالمنا العربي. ربما سيحتاج ماسلو بعد وفاته صياغة هرم مقلوب ليتوافق مع حياة الإنسان العربي.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى