مقالاتالمقالات السياسية

الإنتخابات في العراق .. سنة والعراق بلا حكومة

الإنتخابات في العراق. ما هي إلا أيام قليل وتمضي سنة كاملة على آخر نسخة منها دون تشكيل حكومة ناتجة عن صناديق الاقتراع. ففي العاشر من أكتوبر / تشرين الأول المقبل يكمل العراق سنة كاملة على إجراء انتخاباته المبكرة دون تشكيل حكومة جديدة من قبل طبقته السياسية.

كانت “ثورة تشرين” العامل الرئيس لتلك الانتخابات المبكرة. تلك الثورة التي بدأت شرارتها في الأول من أكتوبر من ذلك عام 2019. الإنتخابات في العراق كان الهدف منها خلق قانون جديد لتسيير العملية السياسية في العراق. قانون يلغي نظام “المحاصصة” الحزبية والعرقية والطائفية الذي بنته الاحزاب السياسية الحاكمة. التي وصلت لحكم العراق بعد الطاحة بصدام حسين ونظامهه عام 2003.

نجاح جزئي لثورة تشرين أثرت على الانتخابات في العراق

لقد نجحت “ثورة تشرين” من خلال فرضها قانونا جديدا للانتخابات. قانونه فاز بموجبه أربعين نائباً مستقلا، ينتمون إلى أجواء مظاهرات تشرين 2019، تلك التظاهرات أو “ثورة الجياع” التي رفعت شعار “نريد وطنا”.

وبعد ان فازت الكتلة الصدرية التي يقودها “مقتدى الصدر” بثلاثة وسبعون مقعدا من أصل ثلاثمائة وتسعة وعشرين مقعدا في البرلمان العراقي. لم تتمكن الكتلة الصدرية. ولا أية قوة من قوى الشيعة من تشكيل حكومة في الوقت المحدد. إذ يجيب على الكتلة المشكلة للحكومة أن تتحكم بنصف مقاعد البرلمان + 1 ما يعني 165 مقعدا. وهذا ما لم يتمكن منه التيار الصدري حتى الآن رغم فوزه، ولا أية قوة أخرى.

إصرار الإطار التنسيقي على تشكيل الحكومة

واليوم نجد قوى “الإطار التنسيقي” بزعامة “نوري المالكي” القريب من صناع القرار في طهران. تعمل على حصول تطمينات سنية – كردية حول تشكيل الحكومة المقبلة من داخل الإطار. غير أن مقتدى الصدر أعلن في وقت سابق أنه لا بديل عن الإنتخابات في العراق في وقت مبكر. وتغيير العملية السياسية برمتها. وبقاء رئيس الحكومة الحالي “مصطفى الكاظمي” في منصبه ومراقبا على الانتخابات. الأمر الذي لن يرضى عنه “الإطار التنسيقي” الذي ينوي تشكيل حكومة جديدة.

فالإطار يسعى بكل جهده من تشكيل حكومة تحت ظله، مستخدما ما يعرف “الثلث المعطل” لتكشيل الحكومة، إذ شكّل مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني. وتكتل عزم السني بزعامة مثنى السامرائي. ما سُمّي بـ”الثلث المعطل” الذي تمكن من منع تحالف مقتدى الصدر المسمى “إنقاذ وطن” من تشكيل حكومة غالبية.

دعوة الكاظمي للحوار

الكثير يرى أن موقف “الكاظمي” محايدا، ويمسك العصا من الوسط فيما يخص الصراعات السياسية داخل العراق. فهو يجدد الدعوة إلى حوار وطني بين شركاء العملية السياسية. إذ دعا مؤخرا إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني لحل المشكلات، بعيدا عن المصالح الحزبية. واضعين مصالح الشعب اولا وأخيرا.

ومع نية ثوار تشرين من العودة للشوارع، في محاولة جديدة منهم لاسترجاع وطن قد غادرهم ولم يغادروه، وإصرار “الصدر” على إجراء الإنتخابات في العراق بشكل مبكر. إلى جانب إصرار “المالكي” على تشكيل حكومته بنفسه دون تدخل من جهة منافسة. نجد رئيس الحكومة يتحدث عن تريب وجهات النظر بين إيران والسعودية فيما يخص العراق. إلى جانب تأكيده على الإسهام فيما يساعد في استقرار المنطقة والحفاظ على كرامة شعوبها.

الإنتخابات في العراق .. لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى