التاريخ

بريطانيا: بلاد ما بين النهرين تفوقت على الجميع في تحديد التواريخ

نشر موقع “آينشيت أوريجينز” البريطاني تقريرا وصف فيه بلاد ما بين النهرين كـ “كنز حقيقي” من الآثار التاريخية والعجائب الأثرية، بما في ذلك قناع الوركاء الشهير.

وأكد التقرير أن هذا الكنز الأثري يمثل أقدم تمثيل للوجه البشري في العالم، مما يبرز تطور شعوب هذه المنطقة عبر العصور. يشير الموقع المختص في الأخبار التاريخية إلى أن بلاد ما بين النهرين كانت مهد الحضارة وتاريخها مليء بالمدن الشهيرة وتباين الحضارات، وهي لا تزال تحمل ألغازًا يتم فكها تدريجياً.

بلاد ما بين النهرين صححوا الوجه البشري

ويسلط التقرير الضوء على قناع الوركاء الساحر الذي أثر العالم الأثري والعلمي عند اكتشافه، ويصفه بأنه تحفة فنية رائعة تمثل أول تمثيل صحيح للوجه البشري في التاريخ. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الموقع أهمية مدينة أوروك في بلاد ما بين النهرين، ودورها البارز في صعود الحضارة السومرية، مما جعلها واحدة من أهم المواقع الأثرية في المنطقة، حيث ازدهرت كمنطقة حضرية كبيرة في فترة ذروتها. تُظهر آثار أوروك العديد من القطع الأثرية القديمة والنادرة.

قناع الوركاء الرائع كشف حقائق كثيرة

في متابعة معهد الآثار الألماني عام 1939، وتحت إشراف الدكتور أ. نولدكه، قام علماء الآثار بحفريات في الموقع، وهنا اكتشفوا قناع الوركاء الرائع. وأشار التقرير إلى أنهم سرعان ما أدركوا أنهم قد اكتشفوا شيئًا فريدًا واستثنائيًا. يبلغ طول القناع، الذي تم صنعه من الرخام الأبيض، حوالي 21.2 سم، وتم تنفيذه بعناية فائقة للتفاصيل.

يعود تاريخ القناع إلى نحو 3100 قبل الميلاد، ويُعتقد أنه أول تمثيل دقيق لوجه الإنسان. وأثبتت الأبحاث أن الاكتشاف السابق الذي يعود إلى 3300 قبل الميلاد، والذي يُعرف باسم رأس تل براك، لم يكن دقيقًا من الناحية التشريحية.

نحت الآلهة إنانا

القناع يصور شخصية أنثوية، ويُعتقد أنها ربما تمثل الإلهة إنانا. كان القناع جزءًا من رمز تعبدي أكبر، ومن المرجح أنه كان مثبتًا على هيكل خشبي، حيث تم صنع الوجه والذراعين فقط من الرخام.

الغموض لا يزال يكتنف الغرض من القناع، حيث تشير النظريات إلى أنه قد يكون أداة عبادية أو جزءًا من طقوس، أو حتى قناع جنائزي. ومع ذلك، يظل القناع إرثًا هامًا يسلط الضوء على الإنجازات الفنية والثقافية للسومريين القدماء.

قصة القناع والعيون الغائبة

قصة قديمة وقناع لوجه امرأة بعينين بارزتين

تحكي هذه القصة عن قناع الوركاء القديم، الذي تم نحته بتفاصيل استثنائية على الرغم من عمره الكبير. يصوّر هذا القناع الرخامي وجه امرأة بعينين بارزتين، شكل لوزي وأنفًا بارزًا وفمًا صغيرًا، وتم تنفيذ ملامح الوجه بدقة فائقة مع تفاصيل رائعة.

على الرغم من ذلك، فإن العينين الآن مفقودتين، ويعتقد أنهما كانا في الماضي مغطيتين بالصدفة واللازورد. يُعبر القناع عن مأساة في أنفه الذي انكسر عبر العصور، ومع ذلك، فإنه لا يزال يشكل قطعة فنية جميلة بشكل استثنائي.

ضاع القناع بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003

يظل قناع الوركاء رمزًا لمدينة أوروك القديمة ومنطقة بلاد ما بين النهرين بشكل عام. هذه القطعة الأثرية، بالإضافة إلى مزهرية الوركاء الأخرى، تفتح نافذة مذهلة على الماضي البعيد لهذه المنطقة وعلى المعتقدات الدينية لأوائل الحضارات في العالم.

فيما يتعلق بسرقة القناع، يظهر التقرير حزنًا لما تعرض له خلال العصور الحديثة، حيث تعرض للنهب أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. ولكن السعادة عادت إلى قلوب العديد من المحبين للتاريخ عندما تم استعادته بعد عدة أشهر من السرقة، وعاد إلى المتحف الوطني العراقي حيث يعتبر إلى اليوم واحدة من أهم القطع الأثرية في بلاد ما بين النهرين.

تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News

للانضمام إلى قناتنا في: #تليغرام – #الانستقرام – #تويتر –  #تيك توك –  #فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى