هل كان اختراق هاتف رئيس وزراء بريطانيا السبب في استقالتها؟

اختراق هاتف رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة، أحدث صفحة في صفحات كتاب الحرب الروسية – الأوكرانية. صفحة تحمل عنوانا جديدة يخص الأمن القومي للتاج البريطاني. روسيا أعلنت عن اختراقها لهاتف رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس. ذلك الاختراق كشف عن رسالة نصية إلى وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلنكن بعد انفجار خط الغاز الروسي نورد ستريم، تؤكد أن العملية نجحت تماما. موعد الرسالة كان بعد دقيقة واحدة من الانفجار، أي قبل أن يعرف أي أحد بهذا الموضوع.
تسريب رسائل نصية
كما كشف ذلك الاختراق عن رسائل نصية أخرى غير مشفرة بين بريطانيا وأمريكا. حول قصف لمواقع الجيش الروسي على سواحل البحر الأسود من قبل قوة بريطانية. كذلك ضلوع ليز تراس بانفجار جسر القرم لذي يربط بين شبه جزيرة القرم وإحدى المقاطعات الروسية.
لا شك أن هذه الاتهامات الروسية لبريطانيا لن تمر مرور الكرام على الطرفين. إذ يرجح أن استقالة ليز تراس كانت بسبب اختراق هاتفها، إذ يعني أن جميع الاتصالات والرسائل النصية كانت بحوزة الدب الروسي! كما لن يمر هذا الاختراق الروسي دون رد من قبل الحكومة البريطانية عاجلا أم آجلا. والعالم يترقب الرد الروسي لعمليات بريطانيا في أراضيه.
استقالة هي الأسرع في تاريخ بريطانيا
أكدت تراس في بيان لها من أمام مقر رئاسة الوزراء بلندن، إن الاستقالة جاءت بعد “فقدانها القدرة على الوفاء بالوعود التي قطعتها عندما ترشحت لمنصب زعامة حزب المحافظين، وبسبب عدم إيمان أعضاء الحزب بخططها”. وتعد استقالة تراس هي الأسرع في التاريخ البريطاني لرئيس وزراء، حيث لم تكمل 45 يوما في المنصب.
الأسباب المعلنة للاستقالة كانت لفشلها في إدارة اقتصاد المملكة. خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها أوربا جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، وشح الوقود. أما الأسباب غير المعلنة، فهي ربما تكون بسبب تلك التسريبات التي أعلنتها موسكو، فاختراق هاتف رئيس وزراء بريطانيا يعرض التاج الملكي البريطاني لخطر كبير. فأنظمة الدفاع الداخلية والحمايات الإلكترونية وقفت عاجزة عن الهجوم الروسي على هاتف ليز.
اختراق هاتف مسؤول؟!
فالمواطن البريطاني اليوم من حقه يسأل، إن كانت هواتف المسؤولين قابلة للاختراق، فما حال هواتف عامة الناس؟ وهل هناك طريقة ستتبع من قبل الحكومة في قادم الأيام لإيقاف اختراقات مقبلة؟ والرأي العام يسأل، هل هاتف ليز فقط هو المخترق؟ أم أن هناك هواتف لمسؤولين أخرين؟