المجتمع

الأسرة ضحية عادات وتقاليد المجتمع

الأسرة هي المكون المركزي للمجتمع، لهذا يصر علماء الاجتماع، أن صلاحها من صلاح المجتمع. لكن لو تأملنا المجتمع من منظور الأسرة نراه رهابا لها، أو الصرامة التي يجب أن تتجلى فيه، من كل جانب ثقافي او اقتصادي أو سياسي أو ديني. كأنما ما يفصل بينهما هو فراغ، بدوره يصنع الآفات الاجتماعية تطوريا. من هنا ندخل في تحليل المفاهيم الاجتماعية عندنا، التي تُعتبر قناعات أسرية. وهنا نفهم أن التأثير صار عكسي، وغير مناسب وغير سليم. حيث المجتمع يؤثر في نظامها، أي أن المجتمع هو من يُسيّر الأسرة، والعكس غير محقق. حيث نفهم أن الذي فشل في نطاقها سيفترسه المجتمع، وهذه ذهنية وقناعة في مجتمعنا.

كيف يفسر المجتمع حالة الطلاق؟

 لنتحدث مثلا عن الطلاق ونشرح هذه الظاهرة الخطيرة من خلال الأسرة، أنها فشل أسري وزواج غير ناجح بمفهومها. لكن بمفهوم المجتمع هو زوجة فاسدة وزوجة خائنة. أو زوج ظالم أو زوج غير صالح. ويحكم المجتمع عليهم بالفساد، وبتفسيرات تتنافى مع الدين، ويلصقون عليهم عنوان الفشل، والاشاعات. لهذا التناقض الموجود بين الأسرة والمجتمع خلق تأثيرا سلبيا على المفهوم العام، وهذا ما يعمل عليه علم الاجتماع وعلم النفس.

إن تكاثر ظاهرة الطلاق بالتحليل المفصل، سببه تأثير المجتمع على الأسرة. حيث صارت هذه الأخير تستهلك الأفكار التقليدية أو الشعبوية التي لا تملك استنادا علميا، وتحاول الدخول في روتين اجتماعي غير متمكن أساسا منه، مما يجعلها تعيش ما يشبه الانفجار الذي يولده الضغط. فيحاول الزوج توفير شتى متطلبات أسرته المادية، فيجد نفسه قد أهمل النقاط المعنوية بفعل الجانب المادي. فيخلق أسرة مادية، تفتقر إلى الأساس المعنوي، الذي يكون فرصة رطبة لتولد الصراعات بين الزوجين. وتختلق هوّة، تؤدي الى الخيانات أو إلى البرود الأسري، ويخلق اختلافا في الطموحات الأسرية، التي تنخلق فيها طموحات فردية هنا، ترسم الأيام فيها النهاية الزوجية.

إن تأثير المجتمع على الأسرة، هو المتسبب الرئيسي في تفاقم حالات الطلاق، ناهيك عن الأفكار التي تأتي من العادات والتقاليد والتمثيل الأسري، وضرورة الالتزام بمقومات شعبوية غير علمية، التي تجعل تكاليف الزواج تخلق فراغا نفسيا داخلها.

المجتمع عدو الأسرة

إن الحديث عن المجتمع الذي هو جحيم لكل أسرة بامتياز، حيث أن الخطاب الاجتماعي والقناعات الاجتماعية والفكر الشعبوي يصب في مكسبها، التي يجعلها تنصهر تحته. فيجب على الزوج توفير بيت واسع وعرس كبير، وشراء المجوهرات. ولا بد للزوج أن يسعى لتظهر حياة الزوجة فخمة. ومحاولة الزوج إرضاء الجميع، فيما لا يستطيع، كلها ضغوطات اجتماعية مادية ومعنوية و”عاداتية” تجعل الأسرة تنصهر.

إن العادات والأفكار الاجتماعية غير السليمة، التي مازلنا نتوارثها ونمارسها مع الأجيال، خلقت لنا في عصر التكنولوجيا، فوبيا مست الحب والزواج والمكارم والمناسبات، وأثرت في الوازع الديني.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى