التعليم في العالم العربي إنعكاس للسلطة العسكرية الحاكمة

التعليم في العالم العربي ينهار شيئا فشيئا، ولا أبالغ إن قلت أن المستقبل القريب لا يحمل في طياته ما يستدعي للتفاؤل. وربما مستقبلا من يكتب اسمه بشكل صحيح سيكون من المتفوقين!
فالتدريس لدى معظم الدول العربية ينحدر كل يوم نحو الهاوية، ولا شك في أنه إن استمر على الوضع الذي هو عليه سنجد أنفسنا في مستقبل مظلم وسط عوالم متعلمة تدور من حولنا. كما الكفاءات التعليمية إما قليلة أو بحاجة إلى رفع مستوياتها، إذ تعاني من نقصٌ في وسائل التعليم والتدريب، وافتقارٌهم لأساليب التدريس وفق أحدث الطرق. كما أن قطاع التعليم يعاني من قلّةٌ ونَدْرة الكفاءات ذات المستوى العالي.
التعليم العربي انعكاس لأفكار الدولة
إن تسلّط الدكتاتوريات العربية وتحكّمها بقطاع التربية والتدريس، ليكون أداةٌ تستخدمها لنشر أفكارها وأيديولوجيتها الحزبية والدينية والولائية للحاكم. ومع الاعتناء الشديد من قبل السلطة بقطاع الأمن، ينعكس هذا تماما على عقل التلاميذ. فالمظاهر العسكرية التي تملأ الشوارع على مرأى من الجميع لا بد أن تترسخ في ذهن الأطفال لتبقى في “اللاوعي”. ومع الاهتمام الحكومي في مجال الجيش والأمن والتسليح، لا يبقى من ميزانيتها لقطاع التعليم سوى الفتات، بالتالي تدريس مريض ومستقبل مظلم.
علاقة وحشية بين المعلم والتلميذ
لا يمكننا أن نجد جوا من السلام والحنان والرفق بين المعلم والتلميذ في دولة تبطش بالمدرسين وتخوفهم لأي سبب كان. وتوقّر وتبجّل أهل الجهل وتسلمهم مناصب مهمة في البلاد. فهي بهذا الفعل تهدف لإذلال العلمعموما، وكأنها عقدة نقص يشعر بها الحكام والمسؤولين. لذلك صار التدريس في البلدان العربية لا يختلف كثيرا عن الثكنات العسكرية التي يعيش فيها الإنسان حياة الذل والقسوة. وبدل العقوبات البدنية التي تشهدها ساحات التدريب العسكرية، نجد عقوبات المعلم بالضرب أو السب أو التنمر!
هل يمكن تلافي الخرب التعليمي؟
قطاع التعليم لا يختلف كثيرا عن بقية قطاعات الحياة في العالم العربي. إذ يرتكز في أساسياته على الموروث والعادات والتقاليد. فالعادات والتقاليد هي الدستور الذي يطبّق في المدرسة. وإن أردنا جيلا جديدا لمستقبل جديد، علينا ترك ما هو قديم وبالٍ ومهترئ من الأفكار العرفية. كما أن البحث عن أحدث طرق التدريس لا يضرنا أبدا، بل العكس، سيزيد من فرص النجاح في المستقبل.
ولا ضير مطلقا إن استفدنا من بعض الخبرات في الدول المتقدمة، شريطة تهيئة ظروف مشابهة لتلك النجاحات لديهم. ومن غير الصحيح نجيء بمنهج تعليمي من إحدى الدول الأوربية المستقرة ماديا وأسريا، ثم نقدمه لطلبة يعانون من العوز الاقتصادي والحرمان الأسري، والعنف المدرسي! فهذا سيكون هدرا في المال العام وفي وقت التلاميذ وصحة المدرس.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا