التنجيم في مونديال قطر .. المطالبة بنتف لحية المنجمين
التنجيم أو ما يعرف بـ “التنبؤ الغيبي”. علم قديم نشأ في بلاد ما بين النهرين في العراق قبل آلاف السنين. وكان يهتم بالطالع للتعرف عل أمور مستقبلية. واستخدم السومريون والبابليون علم التنجيم من خلال مراقبة الشمس والقمر والنجوم والمذنبات وأقواس قزح للتنبؤ بأمور حياتهم وخاصة الحروب.
وفي سنة 1000 ق.م. كان للبابليين والآشوري لديهم مجموعة قياسات نجمية يستخدمونها للتنبؤ. كما تمكنوا من خلالها معرفة الطالع وأيام السعد والعناء. كما كان قادة الجيوش والملوك يستعينون بالمنجمين لمعرفة مواعيد المعارك الحربية.
حرب التنجيم على قطر
أما اليوم فاستمر المنجمون بتقديم مشوراتهم التنجيمية وأيضا في مختلف مفاصل الحياة. ونحن على اعتاب سنة جديدة سنسمع الكثير والكثير من هؤلاء المنجمون وهو يتحدثون عن توقعات السنة المقبلة. فسنسمع حرب هناك واغتيال في ذلك البلد. وتردي الاقتصاد في الدولة الفلانية وتعرض البلد العلاني لمجاعة … إلخ من المواضيع التي نسمعها مع نهاية كل سنة.
لكن الملفت للنظر تلك التنجيمات والتصريحات التي سمعناها منهم منذ بضع سنين عن عدم تمكن قطر من تنظيم المونديال الحالي 2022. بعض من تلك التنجيمات والتوقعات كانت دوافعها سياسية مليئة بالحقد والكراهية للدولة صاحبة التنظيم. فمثلا نجد إحدى الدول العربية التي كانت ولا زالت على صلة غير جيدة بقطر بسبب أمور سياسية قد جندت العديد من إعلامييها ومنجميها من أجل الحديث عن فشل قطر في تنظيم المونديال.
قطر تحطم أكذوبة الغرب
أما الغرب فكان ولا يزال غير مقتنع بنجاح التنظيم رغم ما رأينا وما سمعنا من المشجعين الأوربيين واللاتينيين والأمريكان وكذلك الأفارقة. تنظيم تحدث عنه المشجعين بأنه الأفضل. أما نجوم اللعبة فكلهم انبهارا وذهولا من جمال المونديال القطري شكلا وتنظيما ومنافسة. المشجعين ونجوم اللعبة حطموا التصريحات الغربية التي تحدثت عن الفشل المتوقع للقطريين. فالحكومات الغربية لن تتقبل نجاح قطر. لم يتقبلوا الأوامر القطرية لأنظمتهم، مثل منع الترويج للمثلية ومنع شرب الخمر في الملاعب. فكيف من دول تعودت أن تعطي الاوامر للعرب أن تأخذ الأمر من قطر؟!
نتف لحية المنجم
أحد الممثلين المصريين كان له برنامج أسبوعي يتحدث فيه عن الشأن العربي. قال في إحدى حلقاته أن المونديال لن يلعب مطلقا. وتهكم كثيرا على استعدادات الدوحة للمونديال، فذكر ان ليس هناك ملاعب في قطر. وأن المشجعين إن وصلوا لن يجدوا مكانا للنوم فيه. ناهيك عن الحديث عن الرشى والمحسوبية التي تتهم بها قطر. ثم كان له أكثر من لقاء تلفزيوني وهو يردد “لن يكون هناك كأس العالم في قطر”. حتى صارت قطر عنوانا لأحاديثه.
أما في العراق فهناك أحد المنجمين تحدث كثيرا عن عدم وجود شيء اسمه “مونديال 2022”. وأن الحرب والزلازل والبراكين والأعاصير بحسب “معلمه” الذي علمه التنجيم ستضرب الكرة الأرضية ولن يكون هناك كأس العالم. حتى قال: “انتفوا لحيتي إن كان هناك كأس العالم 2022”.
مؤخرا خرج علينا شخص آخر من إحدى صفحات التواصل الاجتماعي. وذكر أن نهاية المونديال ستكون بلقاء البرازيل وكرواتيا. وأن في اللقاء ستكون هناك أمورا غيبية ستقتل الكثيرين، وسينتهي المونديال يومها. غير أن المونديال استمر بعد لقاء البرازيل كرواتيا. كما فازت الأرجنتين والمغرب، علاوة على صعود فرنسا لنصف النهائي. ولو تنبأ بخسارة البرازيل من كرواتيا لكان أفضل له!
توقعات أم معلومات مسبقة!
إن أغلب هذه الغيبيات السياسية والاجتماعية توصلنا إلى وجود معلومات مسبقة تصل إلى تلك الطبقة من المنجمين ليخبرونا بها عن طريق التنجيم. كمحطة لتوزيع الغيب أو ما يريدون للناس أن تعرفه من خلالهم. فهناك فرق سياسية دولية تخطط لخمس أو عشر سنوات قادمة. تحدد مصير الشعوب وفق الظروف المتوفرة. والتاريخ القريب يتحدث عن مثل هذه الفرق. وكيف ترسم خططها لدولة ما. فلما لا تستخدم المنجمين ليوصلوا رسائلها على أنها ضرب من التنجيم وعلم الغيب، لم لا إن كانت في النهاية ستحقق أهدافها والتأثير بالرأي العام؟!
كما ورد في القران الكريم يقول الله عز وجل ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) الى اخر الاية الكريمة ال عمران الاية 179 . بمعنى أن الغيب لله وحده ولا احد يعلمه الا هو. أما من أراد الحديث عن معرفة المستقبل فينطبق عليه القول المعروف “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا