
سعت الحكومة التونسية للقضاء على الأحزاب المعارضة للرئيس قيس سعيد، خاصة حزب حركة النهضة أكبر المعارضين في البلاد.
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش أن الحكومة التونسية اعتقلت منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، ما لا يقلّ عن 17 عضوا حاليا وسابقا في الحزب، بما في ذلك زعيمه، كما أغلقت مقرّاته في كل أنحاء تونس. وهناك جهات عديدة تطالب السلطات بالإفراج فورا عن جميع الموقوفين السياسيين، إلى جانب رفع القيود المفروضة على حريّة تكوين الجمعيّات والتجمّع.
هيومن رايتس ووتش: الحكومة التونسية تعتقل السياسيين
وذكرت الممنظمة في تقرير، أن الاعتقالات مستمرة في أعقاب موجة استهدفت شخصيّات من انتماءات سياسيّة مختلفة في فبراير/شباط الماضي، مما رفع عدد الموقوفين بسبب انتقادهم للرئيس التونسي إلى أكثر من 30 شخصا. أغلبهم متهمين بـ”المؤامرة ضد أمن الدولة”.
وبينت المنظمة أن من بين المتهمين بالمؤامرة ضد أمن الدولة، أربعة من حركة النهضة كانوا وزراء سابقين، بالإضافة إلى العديد من أعضاء البرلمان السابقين. من بينهم أيضا رئيس الحزب ورئيس البرلمان الأسبق راشد الغنوشي، ونائبيه في الحزب علي العريّض ونورالدين البحيري. رغم عدم توجيه أيّ تهمة لأيّ منهم بشكل رسمي.
قيس سعيد فكّك حزب النهضة
من جهتها، قالت سلسبيل شلالي، مديرة تونس في هيومن رايتس ووتش، إن قيس سعيد فكك حزب حركة النهضة، بعد أن اتهمه باتهامات خطيرة دون دليل. مؤخرا تستخدم الحكومة التونسية تكتيكات تهدف لإسكات الأصوات المنتقدة ارتكزت على توجيه تهمة التآمر يمينا وشمالا وضدّ كلّ من يتحدّى نزعة الاستبداد المتزايدة لدى الرئيس”.
السلطات تمنع كتاب فرانكشتاين تونس
وفي نهاية نيسان /أبريل الماضي، احتضنت تونس معرض الكتاب بمشاركة العديد من الكتاب ودور النشر. وأبرز حدث حصل فيها مصادرة كتاب “فرانكشتاين تونس” للكاتب التونسي كمال الرياحي، في خطوة واضحة للسلطات لمنع حرية التعبير.
الكتاب لا يزال حتى يومنا هذا بين لجان التفتيش الحكومية للسماح له بالانتشار بشكل طبيعي. وعلى الرغم من وجوده حاليا في بعض دور النشر بشكل محدود، إلا أنه كان ممنوعا بشكل تام أثناء تواجد معرض الكتاب التونسي.
كل ممنوع مرغوب
الكتاب تحدث عن صناعة الدكتاتورية من قبل الشعب التونسي التي أوصلت قيس سعيد لما هو عليه الآن. مما أثار حفيظة رئيس البلاد والسلطة الحاكمة، بالتالي منعوا تواجد الكتاب على معرض تونس.
الغريب الموضوع أن بسبب تصرف الحكومة صار الكتاب أشهر كتاب في تونس، وصار اقتناءه ضرورة ملحة من قبل الشعب، باعتبار أن كل ممنوع مرغوب.
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News