المجتمع

الصحيفة الورقية غادرها الحبر .. فهل يعود؟

الصحيفة الورقية قراءتها متعة وهواية وثقافة يستفيد منها المتلقي. من خلال طريقة الكتابة والحوار وصناعة الحديث عن مواضيعنا العامة. غير أن بيع وصناعة الصحف الورقية إندثر في أغلب البلدان ولعدة أسباب، أهمها ظهور السوشيل ميديا وانتشار الأخبار عبر منصاتها بسرعة. من خلال نقل تصويري للحدث بطريقة تختلف عن الصحيفة. كما تعد التكلفة الحقيقية للصحيفة عاملا مؤثرا على اندثارها في بعض المجتمعات.

السبب الأهم لذلك الإندثار عدم وجود الرغبة في القراءة مثل السابق. فأصبح المتابع يجد السهولة في قراءة سطر أو سطرين لأي موضوع. ومن الممكن إذا ما وجد فيديو فإنه لن ينظر حتى إلى عنوان الخبر، ولن يقرأ كلمة منه .. وحينما وجد كاتب الخبر الصحفي عدم اهتمام القارئ بالكتابة صار يكتب دون مراعاة لسلامة الكتابة باللغة العربية.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر الأخبار وإن كانت من غير مصدر موثوق .. فأصبح الاجتهاد والنسخ واللصق مابين الصفحات الإخبارية شيء معيبز والبعض صار ينقل الخبر بأخطائة الإملائية وعدم تصحيحه .. بعكس ما كان يحدث في الصحيفة الورقية. إذ كان الخبر يمر بعدة مراحل حتى يصل إلى جاهزية النشر .. ويوثق ويؤرشف في سجلات الصحيفة.

الصورة بألف كلمة .. أما الفيديو ؟!

هناك عدة عوامل إيجابية للخبر عند نشره في منصات التواصل الاجتماعي .. فليس هناك وقت محدد للنشر، وهذا يساعد الناشر على نشر الأخبار بصورة فورية، مما يتيح للمتلقي معرفة الحدث في نفسة اللحظة .. كما يعد نقل الخبر بالصوت والصورة بشكل واضح. مما يغني المتلقي عن قراءة الخبر. خاصة وأن المختصين في مجال الإعلام يقولون “الصورة بألف كلمة”، فما بالنا بمقطع فيديو !  

لقد وفرت منصات التواصل الاجتماعي مميزات للبحث عن المواضيع. إذ تسهل للباحث عملية الوصول لموضوع معين، وتوفر له عدة خيارات أخرى لنفس المراد.

كيف يؤثر غياب الصحيفة الورقية على المجتمع ؟

غير أن هناك عدة سلبيات ناتجة عن انقراض الصحيفة وقراءها، منها غياب القراءة بمفهومها العام، ما يولد نوعا من الجهل في اللغة، وزيادة في أعداد ضعيفي التعلم بسبب الاعتماد الكامل على الخبر الصوتي والمرئي لا الكتابي.

أصبحت اليوم صناعة الجريدة مكلفة جدا. من حيث المكائن والموظفين والورق والأحبار، ما يؤثر سلبا على تحقيق الأرباح. فالصحيفة التي تكلف صناعتها دولار واحد تباع برع ثمنها .. في حين التكلفة الفعلية لتأسيس جريدة إلكترونية لاتتجاوز ربع المبلغ المصروف في صناعة الجريدة الورقية.

هجرة القراءة من الصحيفة الورقية إلى ويكبيديا وكوكل

أصبح الآن متصفح كوكل الشغل الشاغل لكل قارئ، فإن معظم القراء أصبحوا يقضون الوقت الأكثر في تصفح الموسوعات والمواضيع التي لا تعد ولا تحصى داخل هذا المتصفح.

 إذ يوفر هذا المتصفح كل ما يخطر في بال الباحث، من مواضيع وخيارات لها بداية وليس لها نهاية، كما يتميز بكون هناك جانب كبير من هذه المعلومات والمواضيع قد صدر من جهات رسمية ومعتمدة، على شكل كتب أو عناويين .. كما أصبح بعض الكتاب يروجون كتبهم ومقالاتهم على صفحات الويب بشكل أسهل وأقل كلفة وأسرع انتشارا .. مع حفظ حقوق الناشر.

التمسك بتراث الصحيفة الورقية

هناك من لا يزال ماسكا صحيفته كل يوم .. ربما بسبب التعود أو ربما بسبب “الأتكيت” .. فنجد من يروج للماضي من خلال نشر صورة جريدة مع فنجان قهوة .. وهناك من يرى أن الصحيفة الورقية لها حنين، لرائحتها وصوت أوراقها .. وهناك من يرى التسلية في حل الألغاز والكلمات المتقاطعة .. ومنهم من يبحث عن وظيفة من خلال صفحة الوظائف والإعلانات .. فمحبو الصحف لا يمكنهم الاستغناء عنها، بالنسبة لهم شتان بين الجلوس باكرا واقتناء جريدة مع رشفة قهوة، وبين قراءة خبر على شاشة موبايل أو كومبيوتر .. ويتبادر لنا السؤال التتالي “هل ستصبح الصحف من التراث ؟ أم سيحارب محبوها لإطالة عمرها ؟

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى