العراقيون يغرقون بمياه الصرف الصحي ويصرخون “هيهات منا الذلة”
العراقيون مبهرون فعلا، يتعرضون لشتى الإهانات والإذلال من قبل سياسييهم ولا يزالون يصرخون في كل مناسبة “هيهات منا الذلة”. وأي إهانة بعد أن تدخل مياه الأمطار الممتزجة بمياه الصرف الصحي إلى منازلهم في كل عام ومع كل قطرة مطر؟!
مؤخرا شهدت مدن العراق أمطار “ليست بالغزيرة” لكنها غمرت صالات الاستقبال في المنازل، فقد غرقت أزقة بغداد مثل الأعظمية والكاظمية والطوبجي والمنصور ومدينة الصدر. بالإضافة إلى محافظات مدن الجنوب. بغداد والنجف وكربلاء أكثر المدن المتضررة من انسداد انابيب المجاري التي مزجت مياه الأمطار بالمياه الثقيلة وتسربت إلى المنازل. فصارت المنازل في خطر المياه الملوثة من جهة وخطر التعرض لصعقات الكهرباء بعدما وصلت إليها المياه من جهة أخرى. ناهيك عن تلف أساسات المنازل ما يعرضها للسقوط.
كذب المنتفعون حينما قالوا “بغداد لن تغرق”
أحد الطارئين على شاشات التلفاز العراقي المنتمي لما يعرف بـ “الحشد الشعبي”، ذكر في تصريح لإحدى القنوات التابعة للأحزاب السياسية. أنه بنفسه وبالتعاون مع “الحشد الشعبي” قد وجد حلولا لانسداد انابيب الصرف الصحي في بغداد. مبينا أن آليات الحشد نفذت عمليات مهمة لتنظيف تلك الأنابيب ما يجعل بغداد غير معرضة للغرق. بحسب قوله.
أين استعدادات الحكومة العراقية لفصل الأمطار؟
مشكلة الأمطار في العراق ليست وليدة اليوم أو أمس. بل هي ممتدة لسنين عديدة، الدوائر البلدية في كل الدول تتهيأ قبل نهاية فصل الصيف، لتنظيف أنابيب تصريف مياه الأمطار وتصليح التالف منها. لأن من البديهي ستكون هناك أمطار، ومثل كل سنة في العراق سوف تغلق تلك الأنابيب وتمتزج مياه الامطار بمياه الصرف الصحي. فقد تعود الشعب العراقي على زيارة هذا المزيج من المياه إلى بيوتهم كل عام.
العراقيون مبهرون حد البكاء
مع كل أزمة يتعرض لها الشعب العراقي، لا بد للتذكير بأن السياسيين المسؤولين عن حياة كل عراقي قد وصلوا لسدة الحكم بأصابع العراقيين أنفسهم. عندما غمروها بالحبر الأزرق وانتخبوهم. كما وجب التذكير بأن في كل مرة يصل الثائرين إلى كراسي المسؤولين ليقتلعوها من تحتهم، التجأ نفر من العراقيين إلى حضن رجال الدين المنتفعين من هؤلاء السياسيين، وأوقفوا زحف الثائرين. بالتالي تصدر الأوامر الشعبية، بعدم التعرض لأي سياسي، وليعد كل ثائر إلى بيته. فالوضع “سيكون أفضل”.
العراقيون يندبون حظهم
اليوم العراقيون يندبون حظهم على ما أصابهم من دمار لبلدهم، ثم يصرخون “هيهات منا الذلة”، ناسين أنهم مشاركين بهذا الدمار، وهم من ألقوا بأنفسهم في هذا البحر المتلاطم من المذلة والهوان. فهم عندما سلموا زمام امرهم، إلى رجل دين فاسد وسياسي سارق، أصبحت المحصلة بلد منهوب وشعب جائع وبنى تحتية محطمة ومستقبل في مهب الريح. ولا أعلم متى يستفيق الشعب العراقي من غفلته، ويطالب بحقه في وطن يعيشون فيه بحرية واحترام، مصانين الكرامة ومحفوظين الهيبة ومرفوعي الرأسّ!
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا