
فِي العِراقِ وَأَنْتَ تَمْلِكُ الْمَالَ، لَا دَاعِيَ لَانَ تَتْعَبُ نَفْسَكَ وَتَجْتَهِدُ لِتَنْجَحَ فِي امْتِحاناتِ الْبَكْلُورْيَا بِدَرَجَةٍ جَيِّدَةٍ، يَكْفِي أَنْ تُؤَجَّرَ واحدة من القاعات الذهبية، لِتُؤَدِّيَ الِامْتِحاناتِ المَصِيرِيَّةَ اَلَّتِي تُسَمَّى “الْبَكْلُورْيَا”، أَنْتَ وَأَصْدِقاؤُكَ وَأَقارِبَكَ. قَاعَاتٌ تَكونُ أَنْتَ المَسْؤولَ عَلَى تَهْيِئَتِها بِلَوازِمِ الرّاحَةِ، واخْتيارِ الكادِرِ التَّدْريسيِّ اَلَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْك. تِلْكَ القاعَةُ تُسَمَّى “القاعَةَ الذَّهَبيَّةَ”.
تسهيل الغش في القاعات الذهبية
يُمْتَحَنُ الطّالِبُ فِي القاعَةِ الذَّهَبيَّةِ بِنَفْسِ الأَسْئِلَةِ اَلَّتِي يُمْتَحَنُ فِيهَا الطَّلَبُ فِي القَاعَاتِ العاديَّةِ، وَنَفْسُ التَّوْقيتِ، غَيْرَ أَنَّ الكادِرَ التَّدْريسيَّ يَكونُ مِنْ اِخْتيارِ طَلَبَةِ تِلْكَ القاعَةِ، مَا يَعْنِي وُجودَ مُساعَداتٍ أَثْناءَ الِامْتِحانِ، سَواءٌ بِحَلِّ الأَسْئِلَةِ مِنْ قِبَلِ المُرَاقِبِينَ، أَوْ السَّماحِ لَهُ بِالْغِشِّ، فَهُوَ فِي قاعَةٍ ذَهَبيَّةٍ!
الامتحان في القاعات الذهبية سهل جدا
الِامْتِحانُ فِي هَذِهِ القَاعَاتِ لَيْسَ بِالْأَمْرِ الصَّعْبِ، فَيَكْفِي أَنْ تَكونَ عَلَى مَعْرِفَةٍ بِأَحَدِ المُوَظَّفِينَ مِمَّنْ لَدَيْهُمْ صِلَةٌ مَعَ أَحَدِ مَدْراءِ المَراكِزِ الامْتِحانيَّةِ، وَتَدْفَعُ لَهُ مَبْلَغٌ لَيْسَ بِالْقَلِيلِ، لِتَدَخُّلَ هَذِهِ القاعَةَ، ضِمْنَ مَدْرَسَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لِتَنْعَمَ بِالنَّجَاحِ المُسْبَقِ.
المَبْلَغُ المَجْموعُ مِنْ هَذِهِ القَاعَاتِ يَتَوَزَّعُ عَلَى الكادِرِ التَّدْريسيِّ لِلْقَاعَةِ الذَّهَبيَّةِ، وَمُديرُ المَرْكَزِ الامْتِحانيِّ، وَالمُشْتَرِكَيْنَ مِنْ المَسْؤُولِينَ فِي وِزارَةِ التَّرْبيَةِ العِراقيَّةِ، لِغَضِّ الطَّرْفِ عَمَّا يَحْدُثُ فِيهَا، كَمَا أَنَّ دَفاتِرَ القاعَةِ الذَّهَبيَّةِ تَكونُ مَوْسومَةً بِوَسَمٍ مُعَيَّنٍ، كَيْ لَا تَخْتَلِطَ مَعَ بَقيَّةِ دَفاتِرِ طَلَبَةِ القَاعَاتِ العاديَّةِ، ليَسْهُلَ التَّلاعُبُ بِدَرَجاتِها لِضَمَانِ اَلنَّجاحِ السَّاحِقِ! هُنَا نَسْأَلُ بَعْدَ اَنْ عَلِمْنا بِاَلْقاعاتِ الذَّهَبيَّةِ.
هل وزارة التربية العراقية على علم بالقاعات الذهبية؟
هَلْ هِيَ بِعِلْمِ وِزارَةِ التَّرْبيَةِ العِراقيَّةِ أَمْ لَا؟ وَمَن المَسْؤولِ عَنْ تَطْبيقِ هَذَا النِّظامِ الجَديدِ مِنْ الِامْتِحاناتِ؟ هَلْ هِيَ الأَحْزابُ السّياسيَّةُ؟ أَمُّ العَشَائِرُ “القَبائِلُ”؟ وَمَاذَا نَقولُ عَنْ الأَمْوالِ اَلَّتِي يَحْصُلُ عَلَيْهَا المُدَرِّسُ المُراقِبُ فِي هَذِهِ القَاعَاتِ، هَلْ هِيَ مُخَصَّصاتُ تَمْويلٍ ذاتيٍّ لَهُ؟ أَمْ بَدَلَ رَشْوَةٍ؟
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News
للانضمام إلى قناتنا في: #تليغرام – #الانستقرام – #تويتر – #تيك توك – #فيسبوك