الكومبيوتر والموبايل يحيلا اجهزة التلفاز على التقاعد
الكومبيوتر والموبايل. جهازان صارا يلازماننا أكثر حتى من أسماءنا. جهازان فيهما حياتنا الواقعية والافتراضية. صورنا ومشاعرنا، ضحكاتنا وبكاءنا. إحساسنا بالفرح او الحزن. لا يمكننا أن نتخيل ساعة أو ربما أقل من ذلك دون النظر لشاشة موبايل أو جهاز كومبيوتر!
التعلق الشديد بأجهزة الكومبيوتر والموبايل
التعلق الشديد للإنسان بمختلف فئاته العمرية بهذا الجهاز فتح الباب على مصراعيه لاستغلال الكومبيوتر والموبايل ليكونا العالم الإعلامي الجديد. فاليوم يمكننا تصفح الاخبار مقروءة أو مسموعة أو مرئية عبر ربط أجهزتنا بالانترنت. إلى جانب سهولة حفظها وإرسالها لشخص آخر دون عناء شراء صحيفة أو الحضور الشخصي مع صديق لمشاهدة حدث ما. وصارت القنوات التلفازية يمكن مشاهدتها من خلال موبايل أو كومبيوتر، والإذاعات متوفرة وكذلك الصحف اليومية والأسبوعية والدوريات الشهرية صار لها نسخة يمكن قراءتها ألكترونيا.
جمهور اليوم مصدر الرسالة
هذه كانت بداية عصر الإعلام الحديث، أما اليوم فبالإضافة إلى ما سبق صار الجمهور هو صاحب الوسيلة الإعلامية، فبإمكانه صنع خبر ونشره مقروءا أو مسموعا أو بصوته وصورته. من خلال برامج البث العادي وحتى صار بإمكانه صناعة الخبر بشكل مباشر وبثه لأبعد شخص على أرجاء المعمورة.
إن هذا التقدم في مجل صناعة الإعلام أدى إلى انخفاض شدة تعلق الجمهور بشاشات التفزيون، فالكثير من الجمهور لا يتابع البرامج التلفزيونية إلا من خلال الكومبيوتر والموبايل. ربما فقط يستخدم شاشة التلفاز لمشاهدة فلم أو حدث رياضي. إذ حتى الآن الكثير يفضل متابعة مباريات كرة القدم على شاشة تلفاز بدل جهاز صغير يحمله بكف يده، لكن إلى متى ؟!
تراجع مبيعات التلفزيون
لقد كانت أجهزة التلفزيون بمختلف أنواعها مزدهرة بشكل كبير، ولا يمكن تخيل سهرة منزلية بلا برنامج أو فلم أو مسلسل يشاهده الجميع من خلاله، لكن اليوم صار هناك انخفاضا كبيرا بانتشار تلك الأجهزة مقابل نظيرها من الموبايل أو الكومبيوتر. فمثلا ذكرت دراسة عن المجمع الصناعي لشاشات التلفزيون في أمريكا أن عدد مشتري تلك الاجهزة بإنخفاض من سنة لأخرى. كما أن أعدادها تقلّصت وبدأت في الاختفاء شيئا فشيئا من المنازل.
كما ذكرت تقرير وكالة إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن متوسط عدد أجهزة التلفاز في المنازل تقلص إلى 2.3 جهاز للأسرة في عام 2015، أي أقل من عام 2009 حيث كان المتوسط 2.6 تلفزيون لكل أسرة.
الموبايل والكومبيوتر مستقبل الإعلام
في أغلب التخمينات لخبراء الاقتصاد أن سبب تراجع أجهزة التلفزيون يعود إلى أن الأميركيين أصبحوا يعتمدون في الوقت الحالي على أجهزة الكومبيوتر. والأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية عند متابعتهم للبرامج التليفزيونية.
يمكننا القول أن البرامج التلفزيونية في طريقها للانحسار، وربما للاختفاء، خاصة إذا ما تابعنا ان كبار السن هم أكثر من يستخدم التلفزيون، وذلك لصعوبة استخدامه للأجهزة الحديثة – الكومبيوتر و الموبايل والآيباد والتابليت .. فلا زال كبار السن يستخدمون “الريموت كونترول” في التنقل من قناة لأخرى، لسهول استخدامه اليوم، رغم صعوبته عليهم بالأمس .. أما من تعلم منهم استخدام الموبايل فهو بالتأكيد يفضله على أي وسيلة أخرى.