المخدرات آفة تهاجم نسيج المجتمع العراقي. فقد اتخذت الأحزاب الإسلامية الحاكمة والمسيطرة على جنوب العراق قرارا فيما بينهم وفي تصورهم أنه قرار استثماري كما استثمروا السلطة وتحصل الكثير منهم أموالا طائلة جراء قراراتهم.
فقد اتفقوا على تحريم وإغلاق محلات المشروبات الكحولية في المحافظات الجنوبية. على الرغم من معرفتهم أن مناطق الجنوب من أكثر مناطق العراق استهلاكا للمشروبات الكحولية.
متى فرضت على هذه المحافظات حرمة المشروبات؟
بعد سنتين من الحرب الطائفية والخراب وتأسيس العديد من الأحزاب والمليشيات الجديدة أصبحت مهمتهم حظر المشروبات الكحولية أمرا لا رجعة فيه. بالتأكيد مع توفير البديل. ألا وهو تسهيل وصول المخدرات بأنواعها للمستهلك.
الإدمان نفس الإدمان لكن بدرجة أسوء
شرب الكحول نوع من الإدمان. كإدمان التدخين رغم الفرق الشاسع بينهما. فالمخدرات تشل حركة الجسم ومحرقة للإنسان. كما تمنع المدمن من التفكير واتخاذ القرارات. ولا تسمح للمجتمع باحترامه. إلى جانب عدم قدرته على إتمام أمور حياته الخاصة كالعمل والقيادة والزواج وتربية الأطفال.
ضرر المخدرات على المجتمع
أصبحت وسائل الإعلام تتناقل بين فترة وأخرى جرائم قتل واغتصاب وسرقة ولربما حتى حوادث سير مروعة في البلد. نتيجة الإدمان فالمدمن لا يستطيع السيطرة على أفعاله عند وقت حاجته للمخدرات. خصوصا أن المروجين يستخدمون طرقا مدروسة في إيقاع الشباب في الإدمان وبعدها بفترة يطالبونه بأموال لا يستطيع توفيرها للشراء ما يسد إدمانه واحتياجه. عند ذلك يتجه البعض لارتكاب جريمة ما لكي يحصل على ما يريد من مبالغ للشراء.
ما السبب وراء سهولة وصول المخدرات للمدمن؟
تحارب أكثر العناصر الأمنية بدقة عالية المنافذ الحدودية مع الدول المجاورة. ونسمع بين الحين والآخر عن إلقاء القبض على مهربين بكميات تعتبر كبيرة جدا من حيث العدد في المنافذ. كما يكون أفضل وقت لدخول المخدرات إلى العراق عندما تشهد منافذه الحدودية ضغطا من القادمين. مثل أيام الزيارات الدينية للمراقد المقدسة.
من المؤسف يوجد البعض من المتواطئين الذين يساعدون على دخول المخدرات وحبوب الكرستال إلى البلد. كما قد وقع في قبضت العدالة أولاد كبار المسؤولين وقادة في مليشيات ورجال دين.
السؤال هل يجب طرح إعادة بيع المشروبات في الجنوب؟ فالموضوع لا بد منه. أم إن هناك من يود القضاء على الشباب الواعي الذي يعتمد علية البلد في البناء والتطور والدفاع عنه.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا