النظام الأمني .. سلاح ضروري في مواجه هجمات القراصنة
النظام الأمني في الهاتف الذكي، ضرورة ملحة. فالهاتف اليوم لم يعد وسيلة للاتصال فحسب، بل حساباتنا المصرفية موجودة فيه. وكذلك بياناتنا الشخصية، أسرارنا ورسائلنا. صورنا ومقاطع الفيديو التي نصورها رفقة من نحب. كلها أمور لا يجب مشاركتها مع الآخرين. أو السماح للغرباء بالتجسس علينا بعلمنا أو دون دراية منا.
لذلك فإن التحديثات الأمنية، في الهواتف الذكية، هي الأهم في نظام التشغيل، كما يجب أن تكون الحماية، الشيء المهم عند التفكير بشراء هاتف ذكي. إذ أن شراء الهاتف، دون تحديثات أمنية، لمدة طويلة، يجعلنا عرضة لعمليات القرصنة الإلكترونية والسرقة، والاحتيال، وهجمات الاختراق المعقدة، بالتالي لن يكون الهاتف بإمكانه رد تلك الهجمات. مما يجعل الحسابات المصرفية، والصور الشخصية، والرسائل عرضة للسرقة.
التجسس خطر يستهدف الجميع
لقد تحول التجسس، من خطة تنفذها مؤسسة، أو جهة حكومية، إلى عمليات ينفذها أفراد عاديون، فقط يمكنهم الولوج لهواتفنا الشخصية. فالهاتف الذي يعمل دون النظام الأمني، أو غير محدثة باستمرار، يمكّن المخترقون، من تشغيل كاميرا الهاتف الأمامية، أو الخلفية، أو الميكروفون، ما يعاني استطاعتهم تصوير سكان المنزل، وتسجيل أصواتهم بكل سهولة.
لذلك فإن الحماية الأمنية، للهاتف الذكي، أمر لا يجب التهاون فيه مطلقا. فالتحديثات الأمنيةـ هي العامل المهم عند اختيارنا لهاتف محمول، قبل أي مواصفات ثانية.
الاختلاف بين تحديثات النظام الأمني لـ “آبل” و تحديثات “أندرويد”
عند المقارنة بين هواتف “آيفون”، والهواتف التي تستخدم نظام “أندرويد”، علينا أن نعرف أن هواتف “أيفون” تتمتع بمدة دعم أمني، أطول من الدعم الأمني الذي تقدمه هواتف “أندرويد”. وذلك بفضل السياسة الأمنية التي تنتهجها شركة “آبل”، في دعم هواتفها، إذ ترسل “آبل” تحديثات ترقية النظام، وبقية أنواع التحديثات إليها. إذ تدعم شركة “آبل” هاتفها، لما يقارب 6 سنوات منذ ظهوره للمرة الأولى، وذلك بحسب احصاءات موقع “Statista“.
كما أن تحديثات “السوفتوير” الأمنية لهواتف “آيفون”، تمتد إلى 7 أو 8 سنوات من تاريخ إصدار الهاتف. أي بعد إيقاف ترقية النظام لعامين. وتعد “آبل”، الشركة الوحيدة التي توفر هذا الاختيار، رغم أن ترسل تحذيرات للمستخدمين بأن أجهزتهم القديمة، قد لا تكون محمية بالصورة المطلوبة.
إن شركة “آبل” يمكنها تطوير النظام لمجموعة محدودة من الهواتف. وذلك بعكس نظام “أندرويد”، الذي يتطور لعدد غير محدود من الهواتف. وذلك يعود لطبيعة النظام نفسه، كونه مفتوح المصدر. بالتالي فإن كل الشركات المنتجة للهواتف الذكية، تعمل بنظام “أندرويد”، تصدر تحديثات خاصة بها فقط.
الفرق بين النظام الأمني لـ “سامسونج” والشركات الصينية
تعمل شركة “سامسونج” على إرسال التحديثات، لهواتفها حتى 4 أعوام. تشمل التحديثات الأمنية، وتحديثات إصلاح أعطال النظام. بينما ترسل تحديثات ترقية النظام، بحسب موديل الهاتف، إذ تختلف التحديثات من هاتف لآخر. كما أن شركة “كوالكوم”، الرائدة في صناعة شرائح الهواتف المحمولة، تعمل على تحديث معالجاتها حتى 4 أعوام، بغض النظر عن نوع الهاتف الذي يحمل الشرائح.
بينما نجد أن الشركات الصينية، لصناعة الهواتف الذكية بنظام “أندرويد”، ليس لديها مدة متوقعة لتحديث أنظمة هواتفها الذكية. غير ان المتابعين لتلك الشركات وهواتفها، وجدوا أن شركة “شاومي”، ترسل التحديثات الأمنية لمدة 3 سنوات. كما يمكن أن تتوقف الشركة عن إرسال التحديثات، قبل هذه المدة.
وفي الوقت الذي تعمل فيه شركة “سامسونج”، على تطبيق نوع من الحماية على هواتفها، وإغلاق النظام قدر الإمكان، نجد أن شركات الهواتف الصينية مثل “شاومي”، أو “أوبو”، تترك نظام الحماية الأمني، مفتوحا ومعرضا للاختراق.
النظام الأمني للهواتف الذكية ملجأ من هجمات القراصنة
لقد أصبحت الاختراقات الأمنية، للهواتف الذكية، مهنة يتكسب منها العديد من ضعاف النفوس. ففي مجتمعاتنا العربية يخترق هؤلاء الهواتف، ويأخذوا منها صور أصحاب الهواتف الشخصية، ورسائلهم وتسجيلات الفيديو التي يحتفظون بها، ثم تبدأ سلسلة من عمليات الابتزاز لأصحاب الهواتف المخترقة، كي لا يفشي أسرارهم، أو كي لا ينشر صورهم الشخصية، أو أي شيء آخر، ناهيك عن إمكانية الدخول إلى الحسابات المصرفية، وسرقة ما يملكون من مال. لذلك فإن اختيار الأجهزة ذات الحماية الأمنية العالية، ضرورة ملحة عند شراء هاتف ذكي، تجنبا لحوادث القرصنة والابتزاز، التي يشهدها العالم كل يوم.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا