مقالاتحربالمقالات السياسية

انتحار العراق بالفخ الثاني واحتلال الكويت ( ج1)

انتحار العراق … احتلال الكويت من قبل العراق لم يكن أن يمر بسهولة على العالم بلا عقوبة. إن الحرب العراقية – الإيرانية وسنواتها الثمان كانت الفخ الأول الذي ابتلي به العراق الحديث. وبغض النظر عن أسبابها وأولياتها التي ربما تدخلنا بمتاهات الطائفية والتحزب واختلاف الآراء العقيم. إلا أنها قد حصلت وانتهت .. وهناك عشرات التحليلات والآراء لأسبابها، وبكل الأحوال فقد دُمِّر البلدان وخسرا عافيتهما لعقود طويلة قادمة.

كان العهد الإيراني ما بعد الشاه واطروحاته الدينية لا يمثل تهديدا لأمن العراق فحسب، بل هو يناهض أمن دول الخليج العربي برمتهم. بفعل الاختلاف السياسي والطائفي وحتى التاريخي.

لماذا كانت دول الخليج أكثر من ساعد العراق ؟

لذا كانت دول الخليج أكثر من مد يد العون بالمال والتسهيلات للعراق، الذي انقطع مورده الرئيس لواردات النفط عبر منفذه الوحيد في الخليج، لكونه أصبح ساحة عمليات حربية .. فكانت تلك المساعدات كما يقول المثل “ليس حبا بموسى ولكن كرها بفرعون”.

باختصار، كان العراق يقاتل بدماء ابناءه ومستقبل أجياله ودمار بلده مقابل دعم الخليج له بالمال .. وبعد إنتهاء الحرب خرج العراق منها رغم ثقل خساراته البشرية والمالية، وبناه التحتية المحطمة، رابحا (بشكل ما). إذ حدّ من تأثير النظام الإيراني في أراضيه.

كيف ساهمت السعودية والكويت بخراب العراق ؟

كانت ديون العراق ثقيلة، وإمكانيته الإقتصادية محدودة، لكنه كان يمتلك قوة عسكرية هائلة تعد الأقوى والأحدث في الشرق الأوسط .. ولكون العراق يعد من أكثر الدول العربية عداءً للكيان الصهيوني وتحديا لوجوده. ولكون قياداته وأفكار حزبه الحاكم وتوجهه السياسي والقومي يمثلان عداءً سافرا له. بل وحتى تهديدات العراق “المباشرة” لهذا الكيان بحرقه، بما لديه من أسلحة دمار شامل لمواقع تابعة له، قد هيأ اسبابا قوية للدول العظمى المتعهدة بحماية (إسرائيل) بالتضييق على العراق وحصاره (بشكل غير معلن) لإضعافه وشل إمكانياته. وذلك بأغراق الأسواق بالنفط، عن طريق الايعاز لدول الخليج بزيادة الإنتاج بشكل غير مسبوق حتى وصل سعر البرميل لـ 11 $ فقط !

انتحار العراق .. موانئ محطمة وبرميل النفط بـ 4 دولار !

ولأن موانئ العراق كانت شبه مدمرة، ومعظم نفطه يصدّره عن طريق الكويت والسعودية. كانت هذه الدول تستقطع من ثمن تصدير النفط العراقي ضريبة مرور وأجور موانئ وخزن. حتى وصلت عائدات بالرميل للعراق 4 $ فقط !

فعجز العراق عن الحصول لواردات نفطه التي يحتاجها لتحديث أنظمته المدنية وبناه التحتية الحديثة والقديمة التي تمدرت بفعل الحرب، كما عجز عن تسديد ديونه التي تراكمت فوائدها. واصبح الاقتصاد العراقي مهددا بالتدمير الكامل.

انتحار العراق .. العنف مقابل المال

وهنا وكأن الدول العظمى كانت توحي للنظام العراقي حين ذاك والذي حوصر بزاوية حادة. بأن يتخذ إجراءً عنيفا للحصول على المال، مستغلا ما لديه من قوة ليس باتجاه عدوه المعلن (إسرائيل) بل باتجاه من يقوم بخنقه اقتصاديا.

فكان الفخ جاهزا لنمر هائج يحاول النجاة، فأتجه للفخ وسقط فيه .. إحتلال الكويت .. تلك الدولة المهمة جدا للعالم لما تمتلكه من مخزون هائل للنفط، وموقعا جغرافيا وسياسيا.

لمشاهدة باقي اجزاء مقال انتحار العراق بالفخ الثاني واحــــتلال الكويــت

الجزء الثاني من هنا

انتحار العراق .. لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى