برامج الرياضة في العراق .. تنحدر للابتزاز

برامج الرياضة في العراق تحولت من متنفس الى دخان يخنق المتابعين. الجميع منا كمتابعين لسنوات كثيرة لتلك البرامج نرى أنها أصبحت تنحدر إلى هاوية الابتزاز والتسقيط والشخصنة في المواضيع. وحتى يتدخل البعض في الأمور الشخصية وليس الرياضية بالانتقاد.
كيف تحولت برامج الرياضة إلى ابتزاز؟
في بداية الأمر اشتهر برنامج او اثنان في العراق من بعد سنة 2007 وكانت الأنظار تتجه لهم بشكل واسع ومتابعة الكثير. لهم لما يطرحون من مواضيع مهمة تخص الرياضة. وتقف على الأخطاء المرتكبة في الاتحادات والوزارة والتلكؤ في الأعمال والمشاريع. أو ما يخص المنتخبات والأندية.
لكن هناك سببان إلى التحول في الحيادية بطرح الانتقادات والتسقيط هما:
1 – الطمع الذي دفع اغلب مقدمي البرامج بطرح حلقات غير رياضية. تدخل في خصوصيات النجوم البارزين الذين قدموا ما قدموا للرياضة العراقية وخدمة المنتخب. ومن جانب آخر استخدام النفوذ والعلاقات بحكم قربهم من السلطة الرياضية أصبحوا يتوسطون ويطرحون مدربين ومساعدين وفي بعض الأحيان طرح استثمارات لأشخاص وشركات وهمية وأيضا استحصال أموال لبعض المقاولون الذي يعملون في الوزارة ويأخذون نسبة بعد طرح حلقة ساخنة وانتقاد لاذع وأخذ حصة من المال كابتزاز.
من جانب آخر بدأوا بالابتعاد في برامج الرياضة عن الجانب الرياضي. فمتابعتهم للشخصيات الفائزة بالاتحادات السابقة واخذ رواتب مستمرة والحصول على إيفاد لخارج العراق شرط السكوت والابتعاد عن انتقاد الاتحاد والوزارة. فالبعض اعترف منهم في المباشر أن راتب القناة غير كافي. ما يضطره لأخذ الهدية (الرشوة) لاستضافة “س” من الناس ليظهر للإعلام ويتكلم بما يريد. وإحضار ضيوف جميعهم من نفس الدائرة غير مستفيدة ماديا لغرض الضغط على الاتحاد والوزارة لتعيينهم ولإيفادهم كما في السابق.
2 – الجانب السياسي. هنا المسار الكارثي لمهنة الإعلامي في برامج الرياضة عندما يقدم البرامج في قنوات القوى السياسية التحزبية. فيكون طرح العناوين فقط مخصصة لتسقيط الاتحاد والوزارة إذا ما كانت من جهة تعارض هذا الحزب أو ذاك.
برامج الرياضة .. إن لم تكن معي فأنت عدوي
وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم هما أكثر المناصب المستهدفة من الإعلام الرياضي. (أعطيني أموال وامتيازات سوف أسكت، لا تعطيني أحاربك إلى يوم الدين وبالإعلام).
كانت الوزارات السابقة تمول استثمارات الأحزاب الفائزة بالوزارة. كما أنها عينت بعض الإعلاميين والصحفيين في المبتزين لغرض إسكاتهم. وعدم التدخل بهدر المال العام. أما في الوقت الحالي عندما انقطعت هنهم مرتباتهم غير الرسمية من الوزارة والاتحاد. وعدم شملهم بالإيفاد مع المنتخبات. وأيضا تعارضهم مع حزب القناة العاملين فيها، نسمع أصواتهم بشكل يومي ضد شخص واحد فقط (عدنان درجال).
ومن العجيب جميعهم يعترفون بنزاهته. لكن محاربتهم له جاءت بسبب أنه لم يدخلهم في نشاطات الاتحاد والوزارة. ومنعهم من التدخل في أمور المدربين وشركات الرعاية. الأمر الذي آثار حفيظتهم. فصارت البرامج تبدأ بكلمة عدنان درجال وتنتهي بنفس الاسم. في حين هناك مواضيع تخص الرياضة لم يتطرقوا إليها مثل فساد الأندية واداراتها. لكن للأندية أحزاب ومليشيات (ظهر قوي) لا يستطيعون ابدا انتقاد تلك الإدارات الغارقة في الفساد لسنوات وسنوات.
تحويل حرب الابتزاز من درجال إلى العراق
بعد عدة حلقات للبرامج الابتزازية، انتقاد وتسقيط. وعند عدم حصولهم على امتياز ما بدأوا بطرح نقاشات تضر بمصلحة العراق كيدا بدرجال. فعندما أعلن العراق نيته لاستضافة بطولة كأس الخليج، انطلقت تلك البرامج الابتزازية بتحذير المنتخبات من المجيء ونقل صورة سيئة عن البلد. وهذا على لسان إعلاميين من الخليج. والبعض منه يعمل في الاتحاد الآسيوي.
السؤال…إلى متى تتاح إلى هكذا شخوص أن يحسبوا على الإعلام الرياضي العراقي؟ وإلى متى تمنح لهم القنوات المساحة لغرض الابتزاز والتسقيط في برامج الرياضة، ليستخدموا أمورا ابتعدت كل البعد عن الرياضة؟ فقد اتفق جميع المتابعين على نبذ هذه البرامج التي حاربت المنتخبات والبلد. خاصة ونحن على أبواب التوقيع مع مدرب عالمي واستضافة كأس الخليج.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا