لا يمكن نسيان الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش التركية، وشمال سوريا. ذاك الذي هدم آلاف المنازل وحصد عشرات الآلاف من الأرواح. وقد تضاربت الآراء حول طبيعة هذا الزلزال، خاصة مع بعض المقاطع المصورة له، والتي أظهرت وميضا في السماء قرب مناطق الزلزال قبل لحظات من حدوثه. البعض رجح أن يكون هناك صاروخ أطلق فعل ما فعل.
ومثال ذلك، التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية التي حدثت عام 2017، حينما أعلنت بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية هي السادسة لها والأقوى من بين بقية تجاربها النووية. إذ اختبرت يومها قنبلة هيدروجينية توضع على صواريخ بعيدة المدى.
تجربة الزلزال الصناعي
تلك التجربة “السادسة” تسببت فيما يعرف بـ “الزلزال الاصطناعي”. إذ حدث زلزال في كوريا الشمالية عده الخبراء أقوى بخمس أو ست مرات من الزلزال الناجم عن التجربة النووية الخامسة “. في وقتها فجرت كوريا الشمالية قنبلة تزن عشرة كيلوطن”. كما عده البعض “سلاحا حراريا نوويا”.
أما في الصين فقد شعر سكان المناطق الحدودية في الشمال الشرقي بالزلزال. كما أعلنت وزارة البيئة الصينية أنها أطلقت خطة عاجلة للسيطرة على مستوى الاشعاعات على طول حدودها مع كوريا الشمالية.
رغبة التسلح مجنونة في بيونغ يانغ
الجميع يعرف أن بيونغ يانغ تسعى جاهدة لبناء ترسانة صواريخ بالستية عابرة للقارات. وعلى الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على برامج تسلّحها. إلا أنها مستمرة في تطوير أسلحتها العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية. مؤخرا أمر الزعيم الزوري الشمالي كيم جونغ أون الامر بتبديل وقود الصواريخ من السائلة إلى الصلبة في خطوة لتطوير صواريخه. خاصة إذا ما عرفنا ان الوقود الصلب أكثر تطورا. كما أن نية “كيم” واضحة في أن تكون كوريا الشمالية أكبر قوة نووية في العالم. فمن خلال الوقود الصلب يمكن لصواريخه الانطلاق من اليابسة أو من غواصات.
التجربة النووية السابعة
وفي ظل الرغبة المجنونة لكوريا الشمالية بالتسلح النووي، حذرت الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية من أن بيونغ يانغ تستعدّ لإجراء التجربة النووية السابعة. ومع هذه التحذيرات أطلقت كوريا الشمالية صاروخين بالستيين يوم الجمعة 23 ديسمبر 2022. في واحدة من التجارب القياسية التي أجرتها هذا العام.
هيئة أركان الجيوش الكورية الجنوبية ذكرت في بيان لها قالت فيه: “رصد جنودنا صاروخين بالستيين قصيري المدى أطلقا من منطقة سونان في بيونغ يانغ يوم الجمعة 23 ديسمبر 2022 باتجاه بحر الشرق” المعروف أيضا باسم بحر اليابان.
الحرب الحديثة إلى أين؟
إن هذه العملية هي واحدة من سلسلة عمليات أجرتها كوريا الشمالية. آخرها كان إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات الأكثر تقدما في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويوما بعد آخر تثير بيونغ يانغ قلق سكان الكرة الأرضية حول الخطط التي تسكن في رأس الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونغ.
روسا تهدد أوروبا والولايات المتحدة بالحرب النووية. وكوريا الشمالية تهدد الجميع بها. والعالم لا يعرف من أين يأتيه الخطر النووي! فالسلاح النووي منتشر وغباء الإنسان منتشر أكثر منه. وفي الوقت الذي يسعى الجميع إلى إيجاد طرق جديدة لتوفير حياة أفضل يتسابق المتسلحون لإنهاء الحياة على سطح هذا الكوكب.