المجتمعمقالاتالمقالات السياسية

حجب المواقع الإباحية في العراق وفساد الحكومات

حجب المواقع الإباحية آخر صيحات الدعايات الحكومية. فلا يخفى على أحد أن أي موقع محجوب يمكن فتحه بطرق سهلة وبسيطة. وإن خفي ذلك على أحد اليوم فلن يخفى غدا. فعلى من تضحك الحكومة الجديدة؟ وكما يقول المثل: “العراقي مفتح باللبن”!

الجنس غريزة شئنا ام أبينا لا مفر منها. وكلما زاد الحرمان للشيء زاد تعلق الإنسان به فمن المعروف أن “كل ممنوع مرغوب”. ومن يريد حجب شيء عن شخص عليه توفير البديل. فما بديل الحكومة؟ عمل؟ دراسة؟ سفر؟ مشاريع صناعية؟ مشاريع زراعية؟ أم كبت جديد يضاف إلى أكداس الكبت التي تمتلئ بها صدور الشاب العراقي؟ ففي ظل الكبت الجنسي الذي يعيشه الشاب العراقي سيفعل المستحيل ليصل لتلك المواقع.

ما بديل حجب المواقع الإبحية؟

حجب المواقع الإباحية خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن ما البديل؟ وكيف سيكون الحجب؟ وإلى متى؟ وهل سيشمل الحجب كردستان أيضا؟ أم هي خط أحمر؟

أما الجهة التي ستعمل على حجب المواقع، فكيف سيكون ذلك الحجب؟ هل من الممكن التوصل لطريقة ما لفتحه؟ أم سيكون مثل بعض المواقع التي تحجبها الحكومات بالشكل الذي لا يمكن الوصول إليه مطلقا ؟!

وبالنسبة للإنترنت في اقليم كردستان، فمن المعروف أن خدمة الانترنت في الإقليم ليست مرتبطة مع خدمة الوسط والجنوب، بل تزوّد له من مصدر آخر، فهل سيكون الحجب عليه أيضا؟ أم على الوسط والجنوب فقط؟

ورقة رابحة عند اندلاع الثورات

أخبرني صديق كان يعمل في مجال الانترنت في العراق قبل أكثر من عشرة سنين. بأن الحكومة في عام 2010 اتخذت نفس الخطوة باتجاه حجب المواقع الإباحية. ومع أول مظاهرة تطالب بالخدمات ومستقبل أفضل، فتحت تلك المواقع. فما الهدف يا ترى من حجبها ومن ثم فتحها؟ هل سنرى هذه المواقع تفتح من جديد مع أول شرارة لتظاهرة جديدة؟

اليوم الحكومة العراقية تتجه للحجب. في الوقت الذي فيه البطالة تضرب المجتمع. والأمية الجامعية متفشية. فما بالنا بالأمية في المدارس؟! الهواتف بيد الجميع. وطلاب مدارس الابتدائي قبل المتوسط والإعدادي يتناولون المقاطع الجنسية على هواتفهم. فهل سيمنعون تداولها بين الموبايلات؟ العراق بحاجة لثورة إصلاح مجتمعي قبل حجب المواقع الإباحية. المهم حجب الجهل والفقر والتخلف. حجب سرقة أموال العراقيين ومستقبلهم. من سيحجب عنا فساد الحكومات؟

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى