حرية المرأة العربية في برنامج أنت لست الأب!
حرية المرأة في العالم العربي، الشغل الشاغل للسياسات الغربية، ونشطائهم. وكأن المشاكل في العالم الغربي انتهت، ولم يتبق شيء يتحدثون فيه سوى حرية المرأة. هم يعرفون جيدا أن المرأة في المجتمعات العربية، لا تختلف كثيرا عن الرجل، من حيث تحقيق الحريات والعمل والتعليم، والمشاركة في القضاء، وكذلك التواجد في البرلمانات، وتنتخب في الانتخابات الرئاسية، والتشريعية. إذن ما الذي يقصدونه في حرية المرأة؟
نظرة الغرب لـ “حرية المرأة” العربية
أعتقد وبشكل جازم، أنهم يقصدون الحرية الجنسية للمرأة. يقصدون أن على الفتاة ممارسة الجنس، متى ما شاءت طالما هي كانت عزباء. ابتداء من سن المراهقة. أما بعد المراهقة فلها الحرية المطلقة باختيار شريكها في السكن خارج نطاق الزوجية. وهذا بخلاف المجتمعات العربية، التي ترفض أي علاقة جنسية إلا في إطار الزواج.
هنا لا أنكر ذكورية المجتمعات العربية، والأفكار المتخلفة التي تعشش في رأسهم، مثل أن أخطاء الرجل الجنسية يمكن مغفرتها ومسامحتها. بعكس المرأة التي إن أخطأت في موضوع الجنس، علّقت حبل المشنقة بيديها ووضعته حول رقبتها! فالخطأ خطأ، سواء للذكر أو الأنثى، لكن ليس هناك مجال للقتل، والله غفور رحيم.
الفرق بين الحرية والتحرر
إن حرية الإنسان، تكمن وفق ضوابط معينة، للحفاظ عليه من الابتذال والمهانة. وهنا ذكرت “الإنسان” بالمطلق ولم أذكر “المرأة” بالتحديد، ما يعني أن حرية المرأة والرجل مقرونة بضوابط تشريعية وأخلاقية لا يمكن الخروج عنها.
مثال ذلك، أن الإنسان حر في بيته، لكن هل يسمح المجتمع الغربي بأن يستمع إلى الموسيقى بصوت عال بعد منتصف الليل؟ الجواب لا. قد يسأل شخص ما، أنا في بيتي، لما لا يمكنني تشغيل الموسيقى وقت ما أريد؟ الجواب، لأن هناك ضوابط تشريعية ومجتمعية تحد من هذه الحرية.
وهناك أيضا، تحرر الإنسان من تلك الضوابط والتشريعات التي تحد من حريته الشخصية، فيتحول الإنسان إلى فوضى. والغرب يريد من المرأة العربية التحرر من كافة الضوابط المجتمعية، التي تمنعها من إحداث الفوضى بجسدها. بالتالي تتحول إلى سلعة تباع وتشترَى في سوق النخاسة.
أنت لست الأب!
منذ سنين ليست بالبعيدة، كان هناك برنامجا تلفزيونية أمريكيا يسمَّى (أنت لست الأب). البرنامج عُرض منذ العام 1991 على قناة NBC الأمريكية، ومُكوَّن من 19 موسم و 3500 حلقة، في كل حلقة تُعرض 3 حالات على الأقل. وكان أشهر برنامج تلفزيوني في الولايات المتحدة.
فكرة البرنامج، قائمة على أن تدعو امرأة التي هي ضيفة البرنامج، عددٍ من الرجال الذين أقامت معهم علاقة جنسيَّة، إلى البرنامج، ليخضعوا لفحص الحمض الوراثي (DNA) للتعرف على من هو والد طفلها أو طفلتها؟!
لنتخيل حرية المرأة في المجتمع الأمريكي، إلى أين وصلت بها؟ وفي إحدى حلقات البرنامج حضرت امرأة اسمها (روزاليندا)، والتي دعت أكثر من 18 رجل للبرنامج، جميهم خضعوا للتحليل، حتى تتعرَّف على والد طفلها (بيكاروا). لكن نتيجة التحليل ظهرت سلبيّة، ولم يكُن أيّاً منهم والد طفلها! هذا الأمر أدى إلى إنهيار الطفل (بيكاروا) ذو ال 11 سنة ودخوله في موجة بُكاء. يا ترى إن كان 18 رجلا خضعوا للفحص ولم يكن أي منهم والد الطفل، فمن هو والده يا ترى؟ وكم رقمه على لائحة (روزاليندا)؟
هذا البرنامج قدَّم أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكُّد من نَسَبِ أطفالهم إليهم، وكانت النتيجة سلبيَّةٌ أيضاً! ما أظهر خيانة بعض الزوجات. البرنامج عرض بشكل صارخ مدى “حرية المرأة” في المجتمع الغربي، وضياع الأنساب في المجتمع الأمريكي خصوصاً، والغربي على العموم.
حرية المرأة في المجتمع الغربي
المرأة في المجتمع الغربي عاملة، معلمة، طبية، وزيرة، رئيسة حكومة، … إلخ من الأعمال التي يمكن أن تعمل بها النساء في المجتمع الغربي. غير أن الرأس مالية التي تدار بها تلك المجتمعات، حولتها إلى آلة عمل، فنست أنها يمكن أن تصبح زوجة وأم. كما أوهموها هناك أنها يمكن أن تكون أما من غير زواج، وهذا صحيح، لكن هل الطفل الناتج من هذه العلاقة سيعيش بشكل طبيعي من غير أب؟ من غير استقرار أسري؟
المرأة في المجتمع العربي أن أيضا عاملة، وطبيبة ومهندسة، ومعلمة، ووزيرة، ونائبة في البرلمانات، وسيدة أعمال. وهذا لا ينقص من كونها “أنثى”، بل العكس، يزيدها ألقا وجمالا. لكنها لم تنسى أنها “أم” وزوجة. تلد وتربي المجتمع، مع رجل في إطار مقدس “الزوجية”، وفي وضع أسري مستقر، ينعكس بالإيجاب على صحة الأطفال النفسية.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا