المقالات السياسيةمقالات

خمسة حزيران وعار أنظمة الطبول (ج 1)

خمسة حزيران. فلسطين أرض الصراع والدين والقوميات منذ فجر التاريخ، تناوبت عليها اقوام وأديان تصارعت على أرضها وسحقت بها إمبراطوريات ودول وشعوب. حتى اختلطت بها كل دماء البشر الحاليين وأسلافهم. و بنيت عليها كل أنواع دور العبادة للأديان الرئيسية الثلاث ..  كان آخرها السيطرة العثمانية المسلمة عليها في الماضي القريب.

الأقوياء قسموا كعكة العرب

وبعد الحرب العالمية الأولى، واندثار الدولة العثمانية وتقاسم الغرب المنتصر لتركتها من العالم العربي ذات الأرض الشاسعة والمتخمة بالخيرات. وشعوبها التي كانت بأسفل سلم التطور الحضاري البشري. بحكم تناوب سيطرة المحتلين لها من مغول و تتار وسلاجقة وروم وصفويين وغيرهم، وصولا إلى السيطرة العثمانية (قبل الحرب العالمية الأولى).

وكما هو معلوم أن المحتل مهما كان عنوانه فأن غرضه الأساس هو كسب الخيرات وامتصاص كل ما هو مفيد له من الأرض المحتلة، كما أن من مصلحته ليبقي السيطرة عليها. تجهيل شعوب تلك الأرض وتفريقهم وإفقارهم لحد الفاقة!. وإلهائهم بالصراع والجوع والمرض، وهذا ما حصل لشعوب المنطقة لأكثر من سبعة قرون متتالية ! و هو الأمر الذي لم يمر بمثله شعب آخر.

وعد بلفور والخيانة العربية

بعد الحرب العالمية الأولى احتلت بريطانيا أرض فلسطين من ضمن ما احتلته. وردا لجميل الطائفة اليهودية في العالم لموقفهم المساند للغرب. ولوجود تنظيمات يهودية كانت تؤسس لأرض الميعاد. فقد منحت بريطانيا أرض فلسطين لهم لأنشاء وطن قومي (علما أن يهود العالم ليس قومية بمفهوم القومية بل هو دين عالمي كباقي الأديان السماوية). وذلك بما سمي بوعد بلفور .. وبدأت هجرة واسعة ليهود العالم نحو فلسطين بدعاية هائلة. وبمعونة الدول الكبرى ودعمها وبصمت إسلامي وعربي مبتذل. وصل حد “الخيانات” والموافقة ! .. كل هذا وسكان فلسطين من كل الأديان والقوميات غير اليهودية كانوا لا يعرفون ما يجري وما يحاك لهم، وحتى من عرف منهم كان بلا حول ولا قوة.

خمسة حزيران .. العار

ولزمن امتد لثلاث عقود كان اليهود ينسلون من كل العالم لفلسطين. يستوطنون ويؤسسون لدولة حديثة بكل الوسائل المتاحة، مال وترهيب وتنظيم ودعم دولي، وتجاهل عربي وإسلامي، حتى جاء فصل الخطاب عام 1948. إذ احتل اليهود الجزء الأكبر والأهم وأعلنوا دولتهم التي بدأت بهزيمة عربية مروعة. فتوطدت هذه الدولة باعتراف أممي وعالمي، وأصبحت أمرا واقعا، بمقابل رفض عربي وإسلامي لا يملك أسس التنفيذ لهذا الرفض أو مقاومته.

خمسة حزيران – يتبع.

لمشاهدة باقي اجزاء المقال

الجزء الثاني من هنا ، الجزء الثالث من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى