مقالاتمقالات التكنولوجياالمقالات الاقتصادية

سوق الهواتف الذكية يتأثر بالحرب والتوترات السياسية

سوق الهواتف الذكية لم يكن العام الحالي عاما جيدا له. ربما عدم استقرار الوضع الاقتصادي في أوروبا بوجه خاص والعالم بشكل عام تسبب في انخفاض مبيعات الهواتف بشكل عام. فسكان القارة الأوربية يشعرون أن هناك حربا وشيكة ما أدى لتقليل النفقات تحسبا لأي طارئ. والتوتر الحاصل بين الصين والولايات المتحدة أثر كثيرا على صناعة الهواتف خاصة أن الدولتين هما الأكثر صناعة في هذا المجال.

الربع الأول والثاني كان سيئا على شركات الهواتف. غير أن الربع الثالث من هذا العام كان الأفضل للجميع ولو بشكل طفيف. وبعد أن خرجت كل من “آبل” و “سامسونج” من السوق الروسية؛ بسبب العقوبات المفروضة نتيجة الحرب الأوكرانية، صار السوق متاحا للشركات الصينية مثل “شاومي” و”أوبو” و”فيفو” من تحقيق مبيعات جديدة. إذ أدى استثمار هذه الشركات في السوق الروسية إلى زيادة بسيطة في المبيعات. ولكن بالنسبة لشركة “آبل” فإنها تتوقع المزيد من المبيعات على السنة الجديدة. خصوصا مع وصول سلسلة هواتف “آيفون 14” إلى المستهلكين جميعهم.

هواتف “سامسونج”

تمكنت سامسونج خلال الربع الثالث من تحقيق بيع ما يقارب 64 مليون هاتف ذكي. ربما كان ذلك بفضل ما باعته الشركة للهاتفين “Z Fold 4 و Z Flip 4” اللذين أطلقتهما الشركة حديثا ما ساعداها على تحقيق مبيعات جيدة إلى جانب ريادتها في قطاع الهواتف القآبل للطي.

هواتف “آبل”

شحنت “آبل” 49 مليون جهاز آيفون إلى مختلف البلدان العالمية. بزيادة 2 بالمئة على أساس سنوي. غير أن هذا العدد يمثل 16 بالمئة فقط من حصتها في الأسواق العالمية في الربع الثالث من هذا العام. كما شهدت الشركة مبيعات جيدة بفضل “آيفون برو 14″ و”برو ماكس” اللذين انتجتهما مؤخرا، بينما شهد آيفون 14 تراجعا في الطلب عليه.

هواتف الشركات الصينية

أدى ووباء كوفيد – 19 إلى غلق العديد من المصانع في الصين خلال الربع الثاني من هذا العام. ما أثر كثيرا على مصانع شركات الهواتف الذكية وانتاجيتها. غير أن شركات “شاومي” و”أوبو” و”فيفو” قد تعافين ولو بشكل طفيف بعد تعرضهم لانكسارات عديدة بسبب الإغلاق. كما استحوذن على السوق الروسية بعد تنازل “آبل” و”سامسونج” عنها.

لقد حافظت شركة “شاومي” على حجم إنتاجها في الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالربع الثاني منه. كما حافظت على نفس حجم الإنتاج بالمقارنة مع الربع الثالث من العام الماضي. بينما سجل “أوبو” و”فيفو” انخفاضا ربع سنويا.

خبراء الاقتصاد المهتمين في مجال سوق الهواتف الذكية عزوا سبب ذلك الانخفاض إلى عمليات الإغلاق المتقطعة بسبب سياسة “صفر كوفيد” المتبعة في الصين للقضاء على فيروس “كوفيد-19” مما تسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي.

سوق الهواتف الذكية تعكس التوترات السياسية

إن التوترات السياسية الدولية المستمرة الحاصلة بين أوروبا وروسيا من جهة والصين والولايات المتحدة من جهة أخرى. إضافة إلى الطلب البطيء على الهواتف من قبل المستخدمين، وتراكم المخزون في المحال التجارية والمخازن، أدى إلى إعادة استراتيجية البيع من قبل البائعين وتقييم معاملاتهم التجارية سواء في الربع الرابع من هذا العام أو العام المقبل.

هناك زيادة إنتاج طفيفة (301 مليون جهاز) في الربع الرابع من هذا العام بفضل الهواتف الجديدة لشركتي “آبل” و”سامسونج”. غير أن هذه الزيادة لا تغير من واقع التخبط الاقتصادي الذي تعانيه سوق الهواتف الذكية. فبعض الشركات شهدت انخفاض شحنات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 9 بالمئة إلى 10 بالمئة على أساس سنوي في عام 2022 بأكمله.

سوق الهواتف إلى أين؟

إن الاقتصاد المتراجع في سوق الهواتف، مع النقص الحاصل في منظومة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود، وأسعار صرف العملة وتقلباتها. والمشاكل الجيوسياسية، والإضرابات التي تشهدها الصين بسبب “كوفيد-19″، كلها عوامل أضعفت طلب المستهلكين خلال 2022. كما من المرجح استمرارية هذه الاضطرابات حتى منتصف العام المقبل.   

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى