فقه الجريمة .. أو بمعنى آخر فقه تبرير الجريمة .. أحدث صيحات المجتمعات التي تعتقد أنها متدينة وقريبة من رب العباد .. مؤخرا أعدمت وزارة الداخلية المصرية “محمد عادل” الذي طعن طالبة في الجامعة “نيرة أشرف” قبل أن ينحرها وسط الشارع. ذلك الإعدام الذي بيّن طبائع النفوس في العالم العربي.
ماذا لو قتل كل ذكر الأنثى التي لم تقبل به؟
كثير من الأصوات في وسائل التواصل الاجتماعي كانت مؤيدة بإعدام هذا القاتل، لكونه أزهق نفسا عن عمد وإصرار وتخطيط مسبق. لا لسبب سوى أن الضحية لا تريد الارتباط به. ولو كل ذكر تقدم لأنثى ولم تقبل به، فقتلها لأصبحنا مثل الديناصورات في خبر كان!
بالمقبل تظهر لنا أصوات ضد الإعدام في هذه الجريمة، لأسباب “داعشية” لا أكثر. لذلك قرأنا في مواقع التواصل أن جثة “القاتل” كان يخرج منها ريح أطيب من المسك، لدرجة أن المسجد امتلأ بها!
تاجر سوري يحاول فك حبل المشنقة عن مجرم مصري!
كما قرأنا ان تاجرا سوريا يقيم في تركيا، كان مستعدا لدفع الدية لأهل الضحية شريطة أن يخفف الحكم عن “القاتل”. ولا أعلم من الحكمة من دفع الدية كي لا يقتل “قاتل”، أزهق روح إنسانة وهي في مقتبل العمر! في الوقت الذي نجد كثير الأسر السورية تعيش في تركيا ولبنان تحت خط الفقر، بحاجة إلى من يمد لهم يد المساعدة.
فقه تبرير الجريمة بحق الحلوى المكشوفة
لذلك فإن الأفكار التي تخرج على شاكلة “يخرج من جثته ريح أطيب من المسك” ومحاولة فك حبل المشنقة من رقبة القتلة والمجرمين، ما هي إلا امتداد لفكر “داعش”، فهو فقه تبرير الجريمة، الذي يبيح القتل لأتفه الأسباب، ذلك الفكر الذي مهما حاولنا أن نخرج من عباءته، وجدنا أنفسنا مكبلين بقماشه وليس لنا مهرب.
ففكر “داعش” متغلغل في مجتمعاتنا، ويتجول في شوارعنا، ويكاد لا يخلو منزل من “داعشي صغير”، سمع كلاما من هنا أو من هناك عن ضرورة هذا ووجوب ذاك. لذلك نجد فقه تبرير التحرش موجود من خلال قصة “الحلوى المكشوفة تجذب الذباب”. ومؤخرا قرات موضوعا يتحدث عن تربية الذباب بدل الحديث عن سوء الحلوى المكشوفة.
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News
للانضمام إلى قناتنا في: #تليغرام – #الانستقرام – #تويتر – #تيك توك – #فيسبوك