مقالاتالمقالات الرياضية

كأس آسيا من ركام الحرب الطائفية إلى منصات التتويج

كأس آسيا الذي أنهى الحرب في بلد اسمه العراق. عندما احتضنت بطولة آسيا لكرة القدم ولأول مرة اربع دول هي إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند .. بدأت رحلت العراق اولا بالتعاقد مع المدرب البرازيلي فييرا الذي كان في حيرة من إمره بسبب وضع العراق الأمني وتذبذب الدوري العراقي وصعوبة اختيار التشكيلة التي ستسافر إلى البطولة ..أقر المدرب البرازيلي على ان يعسكر في الأردن لقربها من العراق ولاحتراف بعض اللاعبين في الأردن وجعل الباب مفتوحا لكل اللاعبين للاختبار. من أجل اختيار المناسبين والأفضل لرحلة المنافسة في البطولة الاسيوية .. الفريق العراقي عندما عسكر في الأردن لاقى دعما واسعا من الجالية العراقية هناك. إذ كانت الجالية هاربة من هول المأساة والحرب الطائفية التي حرقت الأخضر واليابس في البلد.

كأس آسيا .. واللاعب المحظوظ جاسم غلام

كان اللاعب محترف في نادي البقعة ويعاني أيضا من زيادة في الوزن لكنة أصر على طلب اختباره من قبل مساعد المدرب رحيم حميد الذي بدورة نقل طلب اللاعب إلى المدرب لكن المدرب فييرا صدم وقال نصا (هذا اسمن منك وانت مساعد مدرب) وبعد اصرار كبير اختبر اللاعب بالفريق الاحتياط وقدم مستوى أعجب كثيرا المدرب وقرر وضعة مع التشكيلة المسافرة للبطولة بشرط أن يتدرب مع مدرب اللياقة لساعات اضافية لمدة 15 يوما للوصول إلى الجاهزية .. فعلا اللاعب وصل للوزن والرتم المطلوب وقدم ثنائيا قويا بالدفاع مع اللاعب باسم عباس اللذان امتازا بالدفاع الشرس.

تخوف الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة حول جاهزية المنتخب

سافرت منتخب العراق إلى الدول المستضيفة وهوة حامل معه تذاكر ومصاريف تموله فقط لدوري المجموعات وكان الجميع متيقن ان العراق سيخرج من دوري المجموعات مباشرة بسبب سوء الاعداد والوضع الأمني.

كانت مجموعة العراق مكونة من استراليا وتايلاند وعمان .. افتتح العراق مشواره في البطولة أمام تايلاند وانتهت بتعادل مخيب بهدف لكل فريق .. لكن بعدها شاهدنا فريق ثاني ظهر أمام استراليا العملاق والضيف الجديد على آسيا بفوز كبير بثلاثة أهداف مقابل هدف تميز به جميع لاعبين العراق بالجماعية والقتال.

وكانت آخر مواجهة في دوري المجموعات مع الفريق العماني وانتهت بالتعادل السلبي وحسم العراق صدارة المجموعة الذي يجنبه مواجهة الفرق الكبار .. فبدأت الابتسامة والطموح والطمع بدور متقدم في البطولة بشكل كبير على المنتخب العراقي، وأجرت اتصالات مع الحكومة المركزية لتمويله بمبالغ إضافية لإكمال مسيرته. إذ كان التخصيص المالي وقتها لدوري المجموعات فقط. وبدأت الجماهير بالاحتفال بعد كل مباراة لدعم اللاعبين.

أهمية صدارة المجموعة في كأس آسيا

وضعت الصدارة العراق في مواجهة فيتنام في دوري ربع النهائي وتغلب علية بهدفين مقابل لا شيء .. كان هذا له أثر بالغ معنويا على الجماهير وعلى اللاعبين خصوصا.

بعد التأهل إلى نصف النهائي اصطدم العراق بالعملاق الكوري الجنوبي أقوى فرق آسيا ولديه عناصر تلعب في افضل الدوريات .. لكن الفريق العراقي لعب ببسالة ودافع بشكل جيد ووصل في بعض الأحيان لتسجيل هدف لكن لم يوفق .. واعتمد على حارس المرمى نور صبري في المباراة بسبب ضغط الفريق الكوري الجنوبي بشكل كبير على المرمى العراقي .. ووصل التعادل إلى الأشواط الإضافية وأيضا أنتهت دون تسجيل أهداف .. هنا ذهبت المباراة إلى ركلات الحظ الترجيحية التي تكللت بالنجاح للفريق العراقي وأخرج العملاق الكوري من نصف النهائي وحرمانه من الوصول للنهائي.

مباراة الحسم والتربع على عرش كأس آسيا

واجه فريق العراق المنتخب السعودي المتمرس على البطولات الكبرى والقادم من فوز عريض على اليابان بأربع أهداف مقابل هدفين .. هذا كان سلاح ذو حدين .. حيث دخل منتخب السعودية مستهينا بفريق مثل العراق من دون اعداد وتمويل بسيط ودوري ضعيف وظروف أمنية صعبة جدا. الأمر الذي جعل الفريق العراقي يتسيد المباراة وسجل هدفا بالشوط الثاني وحسم اللقب وتوجب بالكاس الغالية الأولى بتاريخ العراق.

الدافع المعنوي أحد أسباب التتويج

كل من شاهد البطولة في ذلك الوقت يرى الجماهير تحتفل بشكل واسع في محافظات العراق وتصارع الظروف الأمنية وتثبت أن الفرح فقط يكمن في كرة القدم … بعد التتويج بالبطولة ظهراغلب لاعبين العراق للإعلام للتحدث عن سبب أصرار الفريق على اللقب الآسيوي. كانت تصل رسائل مجهولة المصدر إلى الفريق العراقي بعد كل مباراة وتقرا على مسامعهم وعلى لسان اللاعبين كان الكلام يدخل إلى القلب .. رسائل فيها من الحماس ما زاد لدى اللاعبين الدافع المعنوي ورفع روح الفريق للمباريات الحاسمة .. بعد كل فوز كانت الجماهير تحتفل مقابل تفجيرات إرهابية، ويسقط العشرات من الشهداء .. ويعود الفريق ويفوز وأيضا تصر الجماهير على الاحتفال ويحدث تفجير هنا وهناك ويسقط العشرات من الشهداء.

كأس آسيا ورسائل الشعب العراقي

هذا كان الدافع الأول للفريق العراقي للعب بشكل قتالي وروح المنافسة الشرسة داخل الملعب خصوصا بعد مباراة كوريا الجنوبية .. سقط بسبب التفجيرات العدد الأكبر من الجماهير ..وتستمر الرسائل تصل لبعثة المنتخب وتقرا لهم قبل مباراة السعودية.

يقول أحد اللاعبين المشاركين (نشأت أكرم ) كنا ننتظر يوم المباراة بفارغ الصبر والظفر بالنتيجة والكأس لحسم البطولة وإسعاد الجماهير المتلهفة للفوز والانتصار.

بطولة؟ أم تغيير جذري أمني في البلد؟

بعد الفوز في بطولة كأس آسيا لكرة القدم احتفلت الجالية العراقية في كل الدول لعدة أيام .. وأيضا الجماهير العراقية بدأت بالاحتفال منذ صافرة النهاية ولأسابيع مستمرة وأصبح تغيير جذري في وضع البلد الأمني .. من الاقتتال الطائفي إلى الأمان والتجوال بحرية وانتهاء جزء كبير من أحزان شعبا لعراق الذي عانا الأمرين في حربه الداخلية بين مجموعات مسلحة إبادته لسنين .. تلك الحروب التي انتهت مع صافرة حكم. فهل سيشهد العراق مباراة مماثلة تغير الوضع الحالي؟

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى