وردة بوبي الحمراء .. بين ولاء الإيرلنديين وخيانة العرب لمفهوم الوطن
وردة بوبي الحمراء نراها على صدور لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز. فمن يتابع مباريات البريمير ليغ في شهر نوفمبر بالتأكيد سوف يلاحظ الوردة الحمراء التي يضعها معظم اللاعبين على صدورهم.
الوردة التي توضع عل الصدور ما هي إلا وردة الخشخاش والتي تعرف بين الإنجليز بـ “بوبي”. يلتزم الحكام والمدربين وكذلك اللاعبين بوضعها في هذا التوقيت من كل عام.
وترمز “بوبي” لضحايا الجنود البريطانيين في الحرب العالمية الأولى، وكذلك للقتلى من الجنود البريطانيين خلال جميع الحروب التي تلتها. وتعتبر رمزا وطنيا لتكريم الجنود السابقين في بريطانيا.
حكاية وردة بوبي
تحتفل بريطانيا في الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام. ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى بذكرى الجنود الذين ضحوا بحياتهم وسقطوا تأدية لواجبهم. وفي مثل هذا اليوم عام 1918، وقعت الهدنة بين ألمانيا والحلفاء. وهذه الوردة هي للتعبير عن القتلى والمشاركين في حروب التاج البريطاني.
وإبان الحرب العالمية الأولى، كتب جندي قصيدة “في حقول فلاندرز” ووردت كلمة “وردة الخشخاش” أو “بوبي” عدة مرات في القصيدة. فصارت رمزا للجنود.
بعض اللعبين يرفضون ارتداء وردة بوبي
هناك العديد من اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز رفضوا ارتداء الوردة بسبب تاريخ دولهم مع الحروب، أو تاريخ دولهم مع البريطانيين. فمثلا لا يرتدي اللاعب “جيمس ماكلين” بارتداء القميص المطبوع عليه وردة الخشخاش لأنه ولد ونشأ في مدينة ديري الأيرلندية الشمالية. التي شهدت فتح جنود التاج الملكي النار على 28 شخصا كانوا في مسيرة احتجاجية سلمية في مارس من عام 1972.
ويعترض ماكلين على ارتداء الوردة لأنها ترمز لجميع الجنود الذين قُتلوا في أي حرب، وإن الجنود الذين قتلوا أبناء مدينته قد يكون الرثاء موجها لهم أيضا.
لا للخيانة حتى وإن كنت تعمل في أرض العدو
موقف “ماكلين” موقف رائع لمواطن إيرلندي تعرض شعبه لعديد الحروب مع التاج البريطاني. حروبا قتلت الكثير من الطرفين، غير إنه متمسك بموقفه تكريما واعتزازا بهويته الإيرلندية التي لا تنتمي لبريطانيا العظمى.
الخيانة .. ذيول في أوطانهم لبلدان أخرى !
اليوم في كثير من البلدان العربية، نجد عدم الانتماء من قبل أبناء تلك البلدان لأرضها وشعبها وناسها، بل يعلنون انتماءهم وولائهم لبلدان أخرى. على الرغم من كونهم يغرفون من خيرات أرضهم.
الأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها بلد معين، فصارت شعوب الدول العربية مشتتة الانتماءات البعيدة عن أصلها وموطن رأسها. بالبعض يعلن ولاءه لدولة أجنبية والآخر لدولة عربية والآخر لشخص معين. أما الوطن فما هو إلا وسيلة لسرقة الموارد وتسليمها للدول التي ينتمون إليها.
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا