سنسلط الضوء في هذه الحلقة على التناقض وآثاره السلبية على مشاعر طفلك وكيفية مواجهتها.
من أين يأتي التناقض؟
ينتُج التناقض من التحول المفاجئ لسلوك الأبوين في رحلة تربيتهما لأطفالهما. وبعبارة أخرى؛ عندما تتحولين إلى كتلة من الهدوء والماء الراكد اثناء محادثتك لصديقتك هاتفيًا بعدما كادت تتفجر البراكين لغضبك وصراخك على طفلك فهذا تناقض.
وبالمثل عندما تطلب أنت كأب من طفلك ألا يكذب، وما أن يدق جرس الباب تنبه عليه أن كان فلانًا هو الطارق؛ فقل له “لقد خرج أبي ولن يأت الآن، أو أبي نائم، أو أي شيء من اختلاق الأعذار!
ربما كان ذلك شيئًا عاديًا بالنسبة لك، لكنه في المقابل يجعل طواحين الأسئلة لا تكف عن الدوران في رأس طفلك، ولعل أكثرها رسوخًا (كيف يطلب مني أبي ألا اكذب وهو يكذب؟!!) والأكثر من ذلك أنه ربما فسر نصحك له في بعض الأمور على أنها كذب أيضًا!
الآثار السلبية للتناقض
يُجن جنون الطفل من التناقضات المفاجئة والمتكررة في شخصيتك كأم، وكذلك شخصيتك كأب، الأمر الذي يُسفر عنه العديد من الآثار السلبية على مشاعر طفلك والتي يُمكن تلخيصها في النقاط التالية:
عدم الثقة في الأبوين وآرائهما.
الاضطراب والارتباك الدائمان اللذان يصاحبان الطفل طوال حياته.
الشعور بالعجز عند التمييز بين الصواب والخطأ.
الاستهتار بتوجيهات الأبوين وعدم الإنصات لهما.
كيفية مواجهة الآثار السلبية للتناقض
تجنب التحولات السلوكية قدر المستطاع أمام طفلك.
الاعتماد على أسلوب إيجابي موحد بين الأبوين في التربية.
الابتعاد عن فعل الأشياء التي تنهى طفلك عنها.
أن توضح لطفلك لماذا هذا الشيء ضار، أو غير مسموح بفعله، لأن الأطفال لا يفعلون إلا ما هم مقتنعون به. لذلك احرص على أن تُجنبّه ارتكاب الخطأ بنوع من الحكمة.
وقبل كل شيء لا تنه عن خُلقٍ وتأت مثله فقد اتفقنا في الحلقة الأولى، أن الاطفال بطبيعتهم يقلدون الوالدين في كل شيء فأبدا بنفسك أولًا وأنت على علم وثيق بأن ما تزرعه الآن في طفلك هو ما ستُجنيه منه مستقبلا.
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News