الطفلمقالات

مشاعر طفلك .. المقارنة والدافع المحبط .. الحلقة (4)

 الأطفال متنوعون في قدراتهم والمقارنة غير العادلة بين طفلك وأقرانه مقارنة مرفوضة، حتى إن كنت تلجأ لأسلوب المقارنة كنوع من التحفيز والتشجيع لطفلك.

المقارنة المرفوضة

كأن تقول مثلا لطفلك: “أريدك مثل فلان، لماذا لم تحصل على شهادة تقدير كابن عمك؟ أنتِ لا تستطيعين الاعتماد على نفسك مثل صديقتك فلانة. بنت خالتك هادئة ومتفوقة ما الذي ينقصك حتيى تصبحي مثلها؟! وغيرها من العبارات التي تحطم مشاعر طفلك وتنغص عليه حياته.

ما ذنبي؟!

نتيجة لتكرار المقارنة بين طفلك وغيره وكذلك نتيجة لغضبك المصاحب للمقارنة، يتساءل طفلك “ما ذنبي؟! أنا لا أستطيع فعل ذلك بمفردي، لقد حاولت أن أحصل على الدرجة النهائية ولكني لم أتمكن من ذلك”.

في الحقيقة عدم وعيك بأساليب التربية الإيجابية بالإضافة إلى عدم مراعاتك للفروق الفردية بين طفلك وغيره، سواء أقرانه أو أخواته، هو الذي يسمح لسيل الأسئلة بالفيضان داخل رأس طفلك، الأمر الذي لا يتوقف داخل رأسه فقط بل يوثر على شخصية طفلك ومشاعره تأثيرا بالغا، وهذا ما توضحه الفقرة التالية.

التأثير السلبي للمقارنة على مشاعر طفلك

في كتابه “25 خطأ وأسلوبا مرفوضا في تربية الأطفال” وضح الاستشاري التربوي الدكتور ياسر نصر عدة آثار سلبية للمقارنة نذكر منها:

تدني نظرة الطفل لنفسه.

عجزه عن فهم ما الذي يمكن أن يفعله.

كرهه لحياته وعداوته للأشخاص الذين يقارن بهم.

اللامبالاة التي تتسرب لطفلك لاعتقاده أنه مهما فعل فلن يكن مثل الذي يقارن به.

إحساسه بمرارة العيش مع أقرانه وأخواته.

بعض الحلول

إليك بعض الحلول التي قد تمكنك من تجنب تلك الآثار السلبية:

1 – ازرع في طفلك دائمًا أن يكون أفضل من نفسه لا مثل غيره.

2 – نم قدراته ومواهبه التي يتميز بها عن غيره.

3 – انصح طفلك عندما يكون هادئًا بأسلوب المحب الخائف عليه والمتمني له الأفضل دائما.

4 – حفزه مع كل محاولة منه ليصبح أفضل من نفسه.

5 – احترم الفروق الفردية بينه وبين غيره، ولا تضغط عليه فيما لا يمتلك القدرة عليه. فقد قال الله عز وجل “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”.

في الختام

كانت هذه الحلقة الاخيرة من سلسلة حلقات مشاعر طفلك وأساليب التعامل معها. عزيزي القارئ عليك أن تضع مشاعر طفلك نصب عينيك وأن تتّقِ الله في كل ما تغرسه في طفلك، وتحفظ أمانة الله وترعاها حق الرعاية، لا سيما أن تكن لك ثقافة إيجابية لتربية طفلك، وفهم التعامل معه ومع مشاعره.

ويجب ألّا يتسرب إلى ذهنك أنه طفل، ولا يدرك كثيرًا مما يراه أمامه، أو ما تقوله له، بل الطفل كذاكرة الكمبيوتر يخزن ولا ينسى، ويتأثر بكل ما يحدث حوله. وتكمن المشكلة في أن يظهر تأثير ذلك على المدى البعيد في حياته، بعد أن يكون قد سبق السيف العذل، ولا تستطيع معالجة تلك الآثار السلبية الناجمة عن عدم وعيك بكيفية التعامل مع مشاعره.

تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News

زر الذهاب إلى الأعلى